الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف نتصرف مع طفل غير مؤدب في تعامله مع الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم.

ابن أختي عمره 5 سنوات، يتعامل بأسلوب سيء مع الجميع، ويرد بطريقة غير مؤدبة، ومهما ضربناه أو صرخنا عليه لا يستمع لأحد ولا يخاف ولا يحترم أحدا غير أمه، ولا نعرف كيف نتصرف معه، وكيف نوضح له أن تصرفاته خاطئة؟ بالإضافة إلى أنه عنيف وعصبي ويضغط على أسنانه عندما يقال له لا تفعل شيئا خاطئا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عندما يتصف الطفل بالصفات المذكورة بالرسالة أعلاه، فالأسباب غالباً ما تكون:
- الازدواجية في تربية الطفل، أي أنه لا يوجد اتفاق بين الوالدين على طريقة واحدة للتربية، فنرى الأول متسلطا والآخر متسامحا، أو لا يهتم كثيراً بما يبدر عن الطفل من سلوكيات غير مقبولة.
- أن الطفل يتفاعل مع أطفال ذوي سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً.
- ترك الطفل بدون توجيه من قبل الوالدين، أو أنه يتم توجيهه فقط عندما يخطئ.
- وجود نموذج سلبي يقلده الطفل، وقد يكون هذا النموذج طفلا أكبر منه.
- تدخل أكثر من شخص في تربية الطفل، مما يؤثر سلباً في شخصيته، لأنه لا يوجد مصدر محدد يحصل منه الطفل على التوجيه الإيجابي.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، التي ستساعد -بمشيئة الله- على التخلص من السلوكيات غير المقبولة عند الطفل:

- مراجعة الأسباب المذكورة أعلاه، والعمل على إيجاد حلول لها، فمثلاً، إذا كان هناك ازدواجية في تربية الطفل، يجب على الأم والأب أن يجلسا معاً ويتفقا على طريقة محددة للتربية، وهكذا لبقية الأسباب.
- وضع قواعد في البيت تخص ما هو مسموح وما هو ممنوع سواء ما يخص الكلام أو السلوك، ومتابعة الطفل لكي يلتزم بها، وعلى الوالدين أن يستمرا بتنفيذ هذه القواعد.
- إبعاد الطفل عن مجالسة الكبار وسماع أحاديثهم، والمشاركة فيها.
- حرمان الطفل عندما يخطئ من أشياء يحبها، فذلك يُشعره أنه سيدفع ثمن أخطائه.
- مدح الطفل والثناء عليه عندما يقوم بسلوك مقبول.

- استبعاد النماذج السلبية من حياة الطفل، ومنعه من الاختلاط بأطفال ذوي كلام بذيء وسلوكيات غير مرغوبة، وبنفس الوقت يجب أن يتفاعل الطفل مع أطفال من عمره ذوي سلوكيات إيجابية.
- التجاهل: في كثير من الأحيان يصر الأطفال على القيام بسلوكيات لجذب انتباه الآخرين، فيأتي بعض الكبار وينصاع لهذه التصرفات، ويبدأ بالتفكير بطرق للحل السريع مثل: (الصراخ بوجه الطفل أو ضربه أو تأنيبه) ولكن هذا كله يزيد الطفل عناداً وإصراراً على سلوكياته، لأنها تحفز الكبار على الاهتمام به، لذا فمن الأفضل تجاهل "بعض" السلوكيات وليس جميعها، ففي هذا التجاهل سيشعر الطفل أن لا أحد يهتم لاستعراضه وسلوكياته أو كلامه البذيء.

نشكركم، وبانتظار تواصلكم معنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن