الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف والوسواس، أرجو وصف الدواء المناسب.

السؤال

السلام عليكم

أشكركم على هذا الموقع، وأسأل الله العظيم أن يجعله في ميزان حسناتكم.

كنت قد استشرتكم من قبل وقلتم: أنني أعاني من الخوف والوسواس.

أصبحت أحس بأشياء غريبة، أتصور تخيلات غريبة وأعيش في أحلام اليقظة، وأشعر أنني سأجن، وعندما أرى مريضا في الشارع أقول في نفسي سأصبح مثله.

عندما أشاهد التلفاز تأتيني فكرة على أن المقدم يتكلم معي، لأنني كنت قد قرأتها من قبل في أعراض الذهان.

في الصباح أعاني من خوف من السقوط، وفقدان العقل، وضيق وتوتر، وأعاني من دوخة مستمرة وضغط الدم عادة ما يكون 10/7 10/6 11/7، ولاحظت عندما أناقش الدروس مع صديقي أحس بألم في الرأس، ودوخة وتوتو وأفكار فقدان السيطرة، هل يمكن أن تتطور حالتي إلى ذهان أو أمراض عقلية؟

عندما أغمض عيني تأتيني صور غريبة وكأنها فلم رعب، أو فلم كارتوني، بعض المرات تأتيني أفكار على أنني سأصرخ، أو أقول شيئا من الكلام الفاحش أمام والدي؛ مما يسبب لي ضيقا وتوترا.

عندما أخرج لمكان عمومي أشعر كأن نظرات الناس علي؛ مما يسبب لي التوتر وعدم الراحة، وفكرة السقوط خارج البيت مسيطرة علي، مع العلم أنني مدخن سجائر ومدمن على القهوة.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

أنا أجبت على استشارتك -أخي الكريم- التي رقمها (2460870) منذ شهر تقريبًا، والآن أنت تؤكد وبصورة قاطعة أنك تعاني من قلق المخاوف الوسواسي، حالتك واضحة جدًّا بالنسبة لي، وأنا أودُّ في هذه المرة أن أنصحك بأن تذهب إلى طبيب نفسي، هذا سيكون أفضل بالنسبة لك، لأن قناعتك بالتشخيص سوف تزداد، وسوف تلتزم إن شاء الله تعالى بالبرنامج العلاجي الذي ذكرناه لك سابقًا، تكلّمنا عن كثير من الأشياء السلوكية والمتعلقة بنمط الحياة.

وأنا وصفتُ لك عقار (سبرالكس) والذي يُسمَّى علميًا (استالوبرام)، والذي أراه الآن أنك تحتاج لجرعة أكبر من هذا الدواء؛ لأن الوساوس مهيمنة عليك حقيقة، والوساوس لا تستجيب للجرعات الصغيرة، بمعنى أنا نصحناك فيما مضى أن تتناول الدواء بجرعة خمسة مليجرام، هذا أمرٌ جيد، وتتناولها لمدة عشرة أيام، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ واحد، وبعد ذلك ترفعها إلى عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه هي الجرعة العلاجية لعلاج قلق المخاوف الوسواسي من النوع الذي تعاني منه، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الجرعة الوقائية، وهي: أن تتناول عشرة مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الدواء (سبرالكس) دواء فاعل وممتاز وسليم وممتاز وغير إدماني، وتوجد أدوية أخرى كثيرة فاعلة كعقار (سيرترالين)، (زيروكسات) وأدوية أخرى، لكن قطعًا السبرالكس سوف يكون هو الأفضل.

فأرجو أن تكون الآن قناعاتك قويّة بتناول الدواء، واتباع الإرشادات السابقة التي ذكرناها لك في تلك الاستشارة الواضحة بذاتها، وقطعًا الوساوس يجب أن تُحقّر، يجب ألَّا يلتفت الإنسان إليها، يجب ألَّا يحاورها، لأن ذلك يمكِّنها، وكذلك المخاوف، وكلُّ هذا لا يتحقق إلَّا إذا أدرتَ وقتك بصورة ممتازة وتجنّبت الفراغ -الفراغ الزمني والفراغ الذهني- وأن تحرص على ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، وكلّ الآليات السلوكية العلاجية الاجتماعية التي ننصح بها دائمًا.

وإنْ ذهبتَ إلى طبيب نفسي أعتقد أن هذا أمرٌ جيد، وأنت لا تحتاج أن تتردد على الطبيب لفترة طويلة، زيارة أو ثلاثة سوف تكون كافية جدًّا. أنا لا أعتقد أنه لديك أي مؤشّرات للذُّهان، أعتقد أن الأمر كله مخاوف وسواسية قلقية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن