ذكر عدة حوادث
في هذه السنة انقطعت الأمطار في العراق ، والموصل ، وديار الجزيرة ، والشام وديار بكر ، وكثير من البلاد ، فقلت الأقوات ، وغلت الأسعار في جميع البلاد ، ودام إلى سنة تسع عشرة وخمسمائة . وفيها وصل منصور بن صدقة أخو دبيس إلى بغداذ تحت الاستظهار ، فمرض بها ، فأحضر الخليفة الأطباء وأمرهم بمعالجته ، وأحضره عنده ، وجعل في حجرة ، وأدخل أصحابه إليه . وفيها سار دبيس من الشام ، بعد رحيله عن حلب ، وقصد الملك طغرل ، فأغراه بالخليفة ، وأطمعه في العراق . وفيها مات الحسن بن الصباح ، مقدم الإسماعيلية ، صاحب ألموت ، وقد تقدم من أخباره ما يعلم به محله من الشجاعة والرأي والتجربة . وفيها أيضا توفي داود ملك الأبخاز ، وشمس الدولة بن نجم الدين إيلغازي . ظهور الباطنية بآمد
وفيها ثار أهل آمد بمن فيها من الإسماعيلية ، وكانوا قد كثروا ، فقتلوا منهم نحو سبعمائة رجل ، فضعف أمرهم بها بعد هذه الوقعة . تكامل عمارة المثمنة
وفي جمادى الأولى: تكاملت عمارة المثمنة ، وشرع المسترشد في أخذ الدور المشرفة على دجلة إلى مقابل مشرعة الرباط ليبني ذلك كله مسناة واحدة ، ونقض الدار التي بنى في المشرعة ، وذكر أن وأنه يريد أن يبني هذا المكان . المسترشد تزوج ببنت سنجر ،
وفي رجب: تقدم إلى نظر وابن الأنباري ، فمضيا إلى سنجر لاستحضار ابنته زوجة المسترشد ، وكان المتولي للعقد والخطاب في ذلك القاضي الهروي . وفي شعبان: مثل الوزير ، ونظر فقبض على جماعة منهم وصلب بعضهم في البلد ، اثنان عند عقد المأمونية واثنان بسوق الثلاثاء وواحد بعقد الجديد ، وغرق جماعة ، ونودي أي متشبه من الشاميين وجد ببغداد أخذ وقتل وأخذ في الجملة ابن أيوب قاضي عكبرا ، ونهبت داره ، وقيل إنه وجد عنده مدارج من كتب الباطنية ، وأخذ آخر كان يعينهم بالمال ، وأخذ رجل من الكرخ . وفي شوال: قبض على ناصح الدولة أبي عبد الله بن جهير أستاذ الدار ، وقبض ماله ووكل به داره ، وذكر أنه قرر عليه أربعون ألف دينار . وحج بالناس في هذه السنة جمال الدولة إقبال المسترشدي . وصلت كتب إلى الديوان ، بأن قافلة واردة من دمشق فيها باطنية قد انتدبوا لقتل أعيان الدولة