الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث  

            في هذه السنة انقطعت الأمطار في العراق ، والموصل ، وديار الجزيرة ، والشام وديار بكر ، وكثير من البلاد ، فقلت الأقوات ، وغلت الأسعار في جميع البلاد ، ودام إلى سنة تسع عشرة وخمسمائة . وفيها وصل منصور بن صدقة أخو دبيس إلى بغداذ تحت الاستظهار ، فمرض بها ، فأحضر الخليفة الأطباء وأمرهم بمعالجته ، وأحضره عنده ، وجعل في حجرة ، وأدخل أصحابه إليه . وفيها سار دبيس من الشام ، بعد رحيله عن حلب ، وقصد الملك طغرل ، فأغراه بالخليفة ، وأطمعه في العراق . وفيها مات الحسن بن الصباح ، مقدم الإسماعيلية ، صاحب ألموت ، وقد تقدم من أخباره ما يعلم به محله من الشجاعة والرأي والتجربة . وفيها أيضا توفي داود ملك الأبخاز ، وشمس الدولة بن نجم الدين إيلغازي . ظهور الباطنية بآمد

            وفيها ثار أهل آمد بمن فيها من الإسماعيلية ، وكانوا قد كثروا ، فقتلوا منهم نحو سبعمائة رجل ، فضعف أمرهم بها بعد هذه الوقعة . تكامل عمارة المثمنة  

            وفي جمادى الأولى: تكاملت عمارة المثمنة ، وشرع المسترشد في أخذ الدور المشرفة على دجلة إلى مقابل مشرعة الرباط ليبني ذلك كله مسناة واحدة ، ونقض الدار التي بنى في المشرعة ، وذكر أن المسترشد تزوج ببنت سنجر ،  وأنه يريد أن يبني هذا المكان .

            وفي رجب: تقدم إلى نظر وابن الأنباري ، فمضيا إلى سنجر لاستحضار ابنته زوجة المسترشد ، وكان المتولي للعقد والخطاب في ذلك القاضي الهروي . وفي شعبان: وصلت كتب إلى الديوان ، بأن قافلة واردة من دمشق فيها باطنية قد انتدبوا لقتل أعيان الدولة  مثل الوزير ، ونظر فقبض على جماعة منهم وصلب بعضهم في البلد ، اثنان عند عقد المأمونية واثنان بسوق الثلاثاء وواحد بعقد الجديد ، وغرق جماعة ، ونودي أي متشبه من الشاميين وجد ببغداد أخذ وقتل وأخذ في الجملة ابن أيوب قاضي عكبرا ، ونهبت داره ، وقيل إنه وجد عنده مدارج من كتب الباطنية ، وأخذ آخر كان يعينهم بالمال ، وأخذ رجل من الكرخ . وفي شوال: قبض على ناصح الدولة أبي عبد الله بن جهير أستاذ الدار ، وقبض ماله ووكل به داره ، وذكر أنه قرر عليه أربعون ألف دينار . وحج بالناس في هذه السنة جمال الدولة إقبال المسترشدي .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية