الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون وعلامات وبالنجم هم يهتدون

                                                                                                                                                                                                أن تميد بكم : كراهة أن تميل بكم وتضطرب، والمائد: الذي يدار به إذا ركب البحر، قيل: خلق الله الأرض فجعلت تمور، فقالت الملائكة: ما هي بمقر أحد على ظهرها، فأصبحت وقد أرسيت بالجبال، لم تدر الملائكة مم خلقت، وأنهارا : وجعل فيها أنهارا، لأن "ألقى": فيه معنى: جعل; ألا ترى إلى قوله: ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا [النبأ: 6]، وعلامات : هي معالم الطرق وكل ما تستدل به السابلة من جبل ومنهل وغير ذلك، والمراد بالنجم: الجنس، كقولك: كثر الدرهم في أيدي الناس، وعن السدي : هو الثريا، والفرقدان; وبنات نعش، والجدي، وقرأ الحسن: "وبالنجم" بضمتين، وبضمة وسكون، وهو جمع نجم، كرهن ورهن، والسكون تخفيف، وقيل: حذف الواو من النجوم تخفيفا.

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: قوله: وبالنجم هم يهتدون : مخرج عن سنن الخطاب، مقدم فيه; "النجم"، مقحم فيه "هم"، كأنه قيل: وبالنجم خصوصا هؤلاء خصوصا يهتدون، فمن المراد بـ "هم" ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: كأنه أراد قريشا: كان لهم اهتداء بالنجوم في مسايرهم، وكان لهم بذلك علم لم يكن مثله لغيرهم، فكان الشكر أوجب عليهم، والاعتبار ألزم لهم، فخصصوا.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية