الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 785 ] بسم الله الرحمن الرحيم

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بقراءتي عليه وهو يسمع في جمادى الآخرة من سنة سبع وثلاثين وستمائة بجامع حلب المحروسة ، قلت له : أخبركم الشيخان أبو طاهر علي بن أبي سعد سعيد بن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن فاذشاه ، وأبو عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الخباز الكراني الأصبهانيان ، قراءة عليهما بأصبهان قالا : ثنا أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي الأشقر ، قراءة عليه ونحن نسمع ، أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن فاذشاه قراءة عليه في شوال سنة ثلاثين وأربعمائة ، أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني الحافظ رحمه الله قال :

هذا كتاب ألفته جامعا لأدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حداني على ذلك أني رأيت كثيرا من الناس قد تمسكوا بأدعية سجع ، وأدعية وضعت على عدد الأيام ، مما ألفها الوراقون لا تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن أحد من التابعين بإحسان ، مع ما روي عن رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الكراهية للسجع في الدعاء والتعدي فيه ، فألفت هذا الكتاب بالأسانيد المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبدأت بفضائل الدعاء ، وآدابه ، ثم رتبت أبوابه على الأحوال التي كان [ ص: 786 ] رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يدعو فيها ، فجعلت كل دعاء في موضعه ، ليستعمله السامع له ، ومن بلغه على ما رتبناه إن شاء الله ، عز وجل .

التالي السابق


الخدمات العلمية