الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            بسم الله الرحمن الرحيم

                                                            وصلى الله على محمد وآله وسلم

                                                            مقدمة المصنف

                                                            قال : الحمد لله رب العالمين شكرا لنعمته ، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا بربوبيته ووحدانيته ، والصلاة على رسوله محمد وآله أما بعد . . فإن الله تبارك وتعالى سهل علي تصنيف كتاب مختصر ، في بيان ما يجب على العاقل البالغ اعتقاده والاعتراف به في الأصول ، منور بذكر أطراف أدلته من كتاب الله تعالى ، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن إجماع السلف ودلائل النقول ، ثم إني استخرت الله تعالى في إردافه بتصنيف كتاب يشتمل على بيان ما ينبغي أن يكون مذهبه بعد ما صح اعتقاده في العبادات ، والمعاملات ، والمناكحات ، والحدود ، والسير ، والحكومات ؛ ليكون بتوفيق الله عز وجل لكتابه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم متبعا ، وبالصالحين من عباده مقتديا ، ولله جل ثناؤه فيما فرض عليه ، وندب إليه - نصا أو دلالة - مطيعا ، وعما زجر عنه منزجرا . ونكون في حالتي التوفيق والتقصير ممن يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه ، وأي عبد عبده حق قدره أو قام فيما تعبده به بواجب أمره .

                                                            والله تعالى بجزيل إنعامه يعيننا على حسن عبادته ، وبعظمته وسعة رحمته يتجاوز عنا ما قصرنا فيه من طاعته ، ويوفقني لإتمام ما نويته من بيان مذهب أهل السنة والجماعة في استعمال الشريعة على طريق الاختصار ، ويعينني والناظرين فيه للاستشعار به ، والاقتداء في جميع ذلك بأهل الرشد والهداية ، ويحسن عاقبتنا في أمور الدنيا والآخرة ، إنه قريب مجيب ، وبعباده رؤوف رحيم .

                                                            * * *

                                                            [ ص: 8 ] [ ص: 9 ]

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية