الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين ؛ المعنى: ولا من المشركين؛ الذين كفروا من أهل الكتاب.

                                                                                                                                                                                                                                        اليهود والمشركون في هذا الوضع عبدة الأوثان؛ أن ينـزل عليكم من خير من ربكم ؛ ويقرأ: " أن ينزل عليكم " ؛ بالتخفيف والتثقيل جميعا؛ ويجوز في العربية: " أن [ ص: 189 ] ينزل عليكم " ؛ ولا ينبغي أن يقرأ بهذا الوجه الثالث؛ إذ كان لم يقرأ به أحد من القراء المشتهرين؛ وموضع " من خير " : رفع؛ المعنى: ما يود الذين كفروا والمشركون أن ينزل عليكم خير من ربكم؛ ولو كان هذا في الكلام لجاز؛ ولا المشركون؛ ولكن المصحف لا يخالف؛ والأجود ما ثبت في المصحف أيضا؛ ودخول " من " ؛ ههنا؛ على جهة التوكيد؛ والزيادة؛ كما في " ما جاءني من أحد " ؛ و " ما جاءني أحد " . وقوله - عز وجل -: والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ؛ أي: يختص بنبوته من يشاء من أخبر - عز وجل - أنه مختار.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية