الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : أفمن أسس بنيانه ؛ ويجوز : " أفمن أسس بنيانه " ؛ ويجوز : " أفمن أساس بنيانه " ؛ ويجوز : " أفمن أسس بنيانه " ؛ فأما " أسس بنيانه " ؛ و " أسس بنيانه " ؛ فقراءتان جيدتان؛ والذي ذكر غير هاتين جائز في العربية؛ غير جائز في القراءة؛ إلا أن تثبت به رواية؛ المعنى أن من أسس بنيانه على التقوى خير ممن أسس بنيانه على الكفر؛ فقال : على شفا جرف هار ؛ [ ص: 470 ] و " شفا الشيء " : حرفه؛ وحده؛ و " الشفا " ؛ مقصور؛ يكتب بالألف؛ ويثنى : " شفوين " ؛ ومعنى " هار " : هائر؛ وهذا من المقلوب؛ كما قالوا في " لاث الشيء " ؛ إذا دار؛ فهو " لاث " ؛ والأصل : " لائث " ؛ وكما قالوا : " شاك السلاح " ؛ و " شائك " ؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        فتعرفوني إنني أنا ذاكم ... شاك سلاحي في الحوادث معلم



                                                                                                                                                                                                                                        وكما قال العجاج :


                                                                                                                                                                                                                                        لاث به الأشاء والعبري



                                                                                                                                                                                                                                        " الأشاء " : النخل؛ و " العبري " : السدر الذي على شاطئ الأنهار؛ ومعنى " لاث به " : مطيف به؛ فانهار به في نار جهنم ؛ وهذا مثل؛ المعنى أن بناء هذا المسجد الذي بني ضرارا؛ وكفرا؛ كبناء على جرف جهنم؛ يتهور بأهله فيها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية