الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين

                                                                                                                                                                                                "من" في: من الملك ، و من تأويل الأحاديث : للتبعيض، لأنه لم يعط إلا بعض ملك الدنيا، أو بعض ملك مصر وبعض التأويل، أنت وليي : أنت الذي تتولاني بالنعمة في الدارين، وبوصل الملك الفاني بالملك الباقي، توفني مسلما : طلب للوفاة على حال الإسلام، ولأن يختم له بالخير والحسنى، كما قال يعقوب لولده: ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون [آل عمران : 102]، ويجوز أن يكون تمنيا للموت على ما قيل: وألحقني بالصالحين من آبائي أو على العموم، وعن عمر ابن عبد العزيز: أن ميمون بن مهران بات عنده فرآه كثير البكاء والمسألة للموت، فقال له: صنع الله على يديك خيرا كثيرا: أحييت سننا وأمت بدعا، وفي حياتك خير وراحة للمسلمين، فقال: أفلا أكون كالعبد الصالح لما أقر الله عينه وجمع له أمره، قال: "توفني مسلما وألحقني بالصالحين".

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: علام انتصب فاطر السموات ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: على أنه وصف لقوله: "رب"; كقولك: أخا زيد حسن الوجه، أو على النداء.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية