الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      اختلف في جواب القسم في {والشمس} وما عطف عليه; فقيل: هو قد أفلح ; على تقدير حذف اللام، وقيل: هو على التقديم والتأخير بغير حذف; المعنى: قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، والشمس وضحاها.

                                                                                                                                                                                                                                      والضمير في {زكاها} و {دساها} قد تقدم القول فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا جعل {من} اسما لـ(النفس) ، وأنث على المعنى; عادت الهاء والألف عليه، أو يقدر بمعنى: الطائفة، ونحوها، وتعود الهاء والألف عليها، وإذا قدر الضمير لاسم الله عز وجل; فليس ثم عائد على {من} .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 116 ] وضم الطاء من (طغواها) على أنه مصدر; كـ {الرجعى} [العلق:8]، وشبهه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: ولا يخاف عقباها ; بالواو; فالجملة في موضع الحال; أي: فسواها غير خائف عقباها، وفاعل {يخاف} يعود إلى قوله: {ربهم} ، وقيل: إلى النبي المرسل، وقيل: إنه يعود إلى العاقر; والمعنى: انبعث أشقاها غير خائف عقباها; أي: عقبى فعلته.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ بالفاء; فعلى العطف على قوله: فكذبوه فعقروها ; كأنه اتبع تكذيبهم وعقرها أن لم يخافوا عقباها.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية، وعددها في المدني الأول والمكي: ست عشرة آية; باختلاف عن المكي، وفي بقية العدد: خمس عشرة آية، لم يعدوا {فعقروها} .

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية