الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      تقدم القول في معنى {والضحى} .

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى والليل إذا سجى : إذا سكن، عن قتادة وزيد بن أسلم وغيرهما، وعن قتادة أيضا: جاء، وعن ابن عباس: ذهب، الضحاك: غطى كل شيء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ما ودعك ربك : من التوديع، ومن خفف; فمعناه: تركك، واستعماله قليل.

                                                                                                                                                                                                                                      وما قلى أي: وما أبغضك.

                                                                                                                                                                                                                                      وسبب نزول هذه السورة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أبطأ عنه الوحي، حتى قال المشركون: ودع محمدا ربه، وقلاه، روي معناه عن ابن عباس وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 123 ] وقوله: ولسوف يعطيك ربك فترضى : قال ابن عباس: لم يرض محمد صلى الله عليه وسلم أن يدخل أحد من أمته النار، فهذه أرجى آية في القرآن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ألم يجدك يتيما فآوى يعني: كون النبي صلى الله عليه وسلم في حجر عمه أبي طالب، فجعل له مأوى، وأغناه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ووجدك ضالا فهدى : قيل: معناه: وجدك لا تعرف طريق الحق; فهداك إليه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: وجدك ضالا عما أنت عليه الآن من النبوة والشريعة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: وجدك في قوم ضلال; فهداهم بك.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معنى قوله: {ضالا} : منسوبا إلى الضلالة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ووجدك عائلا فأغنى أي: فقيرا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فأما اليتيم فلا تقهر أي: لا تقهره بأخذ ماله، وقيل: لا تغضبه.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما السائل فلا تنهر : قال الفراء: يعني: سائل الأبواب، أعطه، أو فاردده، ولا تنهره، وقال الحسن: هو سائل العلم، وليس بسائل الطعام والشراب.

                                                                                                                                                                                                                                      وأما بنعمة ربك فحدث : قال مجاهد: بالنبوة، وقيل: هو شكر الله على نعمه.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية