الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس: {والتين} : مسجد النبي نوح عليه السلام، و {الزيتون} : مسجد بيت المقدس.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن زيد: [ {والتين} : مسجد دمشق، و {الزيتون} : مسجد بيت المقدس].

                                                                                                                                                                                                                                      [الحسن، ومجاهد: {والتين} : الذي يؤكل، و {الزيتون} : الذي يعصر.

                                                                                                                                                                                                                                      كعب، وعكرمة، وغيرهما: {والتين} : دمشق، و {الزيتون} : بيت المقدس]، وهذا اختيار الطبري.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 129 ] قتادة: {والتين} : الجبل الذي عليه دمشق، و {الزيتون} : الجبل الذي عليه بيت المقدس.

                                                                                                                                                                                                                                      محمد بن كعب القرظي: {والتين} : مسجد أصحاب الكهف، و {الزيتون} : مسجد إيلياء.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وطور سينين : هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام، عن الحسن وغيره.

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة: {سينين} بمعنى: حسن; لأنه كثير النبات والشجر.

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد، وقتادة: معنى {سينين} : مبارك، وعن قتادة أيضا: وطور سينين : مسجد موسى عليه السلام، وقاله النخعي.

                                                                                                                                                                                                                                      الأخفش سعيد: {وطور} : جبل، و {سينين} : شجر، واحدته: (سينينة) .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وهذا البلد الأمين يعني: مكة، عن ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما، و {الأمين} : من الأمن.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم : هذا جواب القسم، قال النخعي وقتادة: المعنى: في أحسن صورة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثم رددناه أسفل سافلين : قال ابن عباس ومجاهد: في أقبح صورة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 130 ] عكرمة: في أحسن تقويم يعني: الشاب القوي الجلد.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: عنى بـ {الإنسان} : آدم عليه السلام، وقوله: ثم رددناه أسفل سافلين : [يعني: الكفار من ولده].

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: معنى أحسن تقويم : خلق الإنسان منتصبا، و أسفل سافلين : رده إلى أرذل العمر.

                                                                                                                                                                                                                                      وتقدير الكلام: لقد خلقنا الإنسان في تقويم أحسن تقويم; فحذف.

                                                                                                                                                                                                                                      أبو العالية في قوله: ثم رددناه أسفل سافلين : رددناه إلى النار في أقبح صورة، وقاله الحسن وابن زيد، وقالوا: صورة خنزير.

                                                                                                                                                                                                                                      عكرمة: أسفل سافلين : أرذل العمر، ومن قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر; يعني: إذا قرأه وهو هرم، واستدل بقوله: لكي لا يعلم بعد علم شيئا [النحل: 70]، قال: ومن قرأ القرآن; فهو عالم بأشياء، فيكون على هذا للخصوص; ولذلك استثنى الذين آمنوا وعملوا الصالحات; لأنهم لا يردون إلى أرذل العمر وإن هرموا.

                                                                                                                                                                                                                                      ابن عباس: إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات : فإنهم تكتب لهم حسناتهم، وتمحى عنهم سيئاتهم، قال: وهم الذين أدركهم الكبر، ولا يؤاخذون بما عملوه في كبرهم وهم لا يعقلون.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 131 ] ومن قال: إن أسفل سافلين معناه: النار; فالاستثناء بعده متصل، ومن قال: الهرم; فهو منقطع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فما يكذبك بعد بالدين أي: استيقن مع ما جاءك من الله عز وجل أنه أحكم الحاكمين، فالخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، روي معناه عن قتادة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: المعنى: فما يكذبك أيها الشاك؟ يعني: الكافر; أي: أي شيء يحملك على ذلك بعد ما تبين لك من قدرة الله عز وجل؟

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: المعنى: فمن يكذبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين لك من قدرة الله عز وجل؟ وهذا اختيار الطبري.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية