الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا ( 106 ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا ( 107 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( ذلك ) الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وخسة أقدارهم . ثم ابتدأ فقال : ( جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ) يعني القرآن ( ورسلي هزوا ) أي سخرية ومهزوءا بهم . قوله تعالى ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس ) روينا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة ، وفوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة " .

                                                                                                                                                                                                                                      قال كعب : ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس ، فيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال قتادة : " الفردوس " : ربوة الجنة ، وأوسطها وأفضلها وأرفعها .

                                                                                                                                                                                                                                      قال كعب : " الفردوس " : هو البستان الذي فيه الأعناب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال مجاهد : هو البستان بالرومية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال عكرمة : هي الجنة بلسان الحبش .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الزجاج : هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الضحاك : هي الجنة الملتفة الأشجار .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هي الروضة المستحسنة . [ ص: 212 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : هي التي تنبت ضروبا من النبات ، وجمعه فراديس .

                                                                                                                                                                                                                                      ( نزلا ) قيل أي : منزلا . وقيل : ما يهيأ للنازل ، على معنى كانت لهم ثمار جنات الفردوس ونعيمها نزلا ، ومعنى " كانت لهم " أي : في علم الله قبل أن يخلقوا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية