الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      التفسير:

                                                                                                                                                                                                                                      لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين : (المشركون) : مشركو قريش، و {منفكين} : من (انفك الشيء من الشيء) ; إذا فارقه; والمعنى: لم يكونوا متفرقين إلا إذ جاءهم الرسول; لمفارقتهم ما كان عندهم من خبره [ ص: 142 ] وصفته، وكفرهم بعد البيان.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يحتاج {منفكين} على هذا التأويل إلى خبر، ويدل على ذلك قوله: وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة} .

                                                                                                                                                                                                                                      مجاهد: المعنى: لم يكونوا منتهين عما كانوا عليه، وعن مجاهد أيضا: لم يكونوا ليؤمنوا حتى تأتيهم البينة.

                                                                                                                                                                                                                                      الفراء: المعنى: لم يكونوا تاركين ما عندهم من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظهر، فلما ظهر تفرقوا، واختلفوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة أي: عادلة.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة يعني: أنهم كانوا متفقين في أمره، فلما بعث تفرقوا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: {حنفاء} أي: مائلين إلى الإسلام.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وذلك دين القيمة أي: دين الجماعة القيمة; أي: العادلة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 143 ] وقوله: شر البرية يعني: الخلق، من: (برأ الله الخلق) ، ومن ترك الهمز; فهو مخفف من المهموز، ويجوز أن يكون مشتقا من: (البرى) ; وهو التراب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أولئك هم خير البرية يعني: خير من برأ الله من الجن والإنس.

                                                                                                                                                                                                                                      واحتج بظاهر هذه الآية من يرى تفضيل الأنبياء على الملائكة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية