الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قاتلوهم [14] ، [15]

                                                                                                                                                                                                                                        أمر ( يعذبهم الله ) جوابه ، وهو جزم بمعنى المجازاة والتقدير إن تقاتلوهم يعذبهم الله ( بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) { ويذهب غيظ قلوبهم } كله عطف ويجوز فيه كله الرفع على القطع من الأول ويجوز النصب على إضمار أن ، وهو محمول على المعنى والكوفيون يقولون على الصرف كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        فإن يهلك أبو قابوس يهلك ربيع الناس والشهر الحرام     ونأخذ بعده بذناب عيش
                                                                                                                                                                                                                                        أجب الظهر ليس له سنام



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 206 ] وإن شئت رفعت ونأخذ وإن شئت نصبته ( ويتوب الله على من يشاء ) القراءة بالرفع لأنه ليس من جنس الأول لأن القتال غير موجب لهم التوبة من الله جل وعز ، وهو موجب لهم العذاب والخزي وشفاء صدور المؤمنين وذهاب غيظ قلوبهم ونظيره فإن يشأ الله يختم على قلبك تم الكلام ، ثم قال : ويمحو الله الباطل ، وقرأ ابن أبي إسحاق ( ويتوب الله ) بالنصب وكذا روي عن عيسى والأعرج ( والله عليم حكيم ) ابتداء وخبر .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية