الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله عز وجل:

يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم

هذا الخطاب عام لجميع المؤمنين، و "خطوات" جمع خطوة، وهي ما بين القدمين في المشي، فكأن المعنى: لا تمشوا في سبله وطرقه من الأفعال الخبيثة. وقال منذر بن سعيد : يجوز أن يكون "خطوات" جمع خطأ من الخبيثة وسهلت الهمزة فنطق بها خطوات. وقرأ بضم الطاء من "خطوات" الجمهور، وقرأ بسكونها عاصم ، والأعمش .

وقرأ الجمهور : "ما زكى" بتخفيف الكاف، أي: ما اهتدى ولا أسلم ولا عرف رشدا، وقرأ أبو حيوة ، والحسن ، والأعمش : "ما زكى" بشد الكاف، أي: تزكيته لكم وتطهيره وهدايته إنما هي بفضله لا بأعمالكم وتحرزكم من المعاصي. ثم ذكر تعالى أنه يزكي من يشاء ممن سبقت له السعادة وكان عمله الصالح أمارة على سبق السعادة له.

ثم أخبر تعالى بأنه سميع لجميع أقوالهم وكلامهم من قذف وغيره، عليم بحق ذلك من باطله، لا يجوز عليه في ذلك وهم ولا غلط.

[ ص: 362 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية