الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                490 491 492 493 [ ص: 135 ] ص: وقد روي ذلك أيضا عن سعيد بن المسيب ، والحسن .

                                                حدثنا عبد الله بن محمد بن خشيش، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا هشام، قال: ثنا قتادة ، عن سعيد بن المسيب: "أنه كان لا يرى في مس الذكر وضوءا".

                                                حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا أبو داود، قال: نا هشام ، عن قتادة ، عن الحسن، مثله.

                                                حدثنا أبو بكرة، قال: نا عبد الله بن حمران، قال: نا أشعث ، عن الحسن: " أنه كان يكره مس الفرج، فإن فعله لم ير عليه وضوءا".

                                                حدثنا صالح، قال: ثنا سعيد، قال: نا هشيم، قال: أنا يونس ، عن الحسن: "أنه كان لا يرى في مس الذكر وضوءا". .

                                                فبهذا نأخذ، وهو قول أبي حنيفة ، وأبى يوسف ومحمد بن الحسن ، -رحمهم الله-.

                                                التالي السابق


                                                ش: أي قد روي عدم انتقاض الوضوء من مس الذكر عن بعض التابعين أيضا، منهم سعيد بن المسيب .

                                                أخرج عنه من طريقين صحيحين:

                                                الأول: عن عبد الله بن محمد بن خشيش -بالمعجمات أولها مضموم- عن مسلم بن إبراهيم الأزدي أحد مشايخ البخاري ، عن هشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب .

                                                وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" : عن إبراهيم بن محمد ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب، قال: "من مس ذكره فليس عليه وضوء".

                                                الثاني: عن أبي بكرة ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن هشام ... إلى آخره.

                                                ومنهم الحسن البصري أخرج عنه من طريقين صحيحين أيضا.

                                                [ ص: 136 ] الأول: عن أبي بكرة ، عن عبد الله بن حمران بن عبد الله الأموي مولى عثمان ابن عفان ، عن أشعث بن عبد الملك الحمراني ، عن الحسن البصري ... إلى آخره.

                                                الثاني: عن صالح بن عبد الرحمن ، عن سعيد بن منصور ، عن هشيم بن بشير ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن الحسن البصري ... إلى آخره.

                                                وأخرجه عبد الرزاق : عن معمر ، عن الحسن ... نحوه.

                                                ومنهم طاوس وسعيد بن جبير، أخرج عنهما ابن أبي شيبة في "مصنفه" : نا يحيى بن أبي بكير ، عن إبراهيم بن نافع ، عن ابن أبي نجيح، قال: قال طاوس وسعيد بن جبير: "من مس ذكره وهو لا يريد فليس عليه وضوء".

                                                ومنهم إبراهيم، أخرج عنه ابن أبي شيبة أيضا: عن ابن فضيل ، عن مغيرة ، عن إبراهيم، قال: "لا بأس أن يمس الرجل ذكره في الصلاة".

                                                وأخرجه محمد بن الحسن في "موطئه" : أنا محل الضبي، عن إبراهيم النخعي، في مس الذكر في الصلاة، قال:"إنما هو بضعة منك".

                                                قوله: "فبهذا نأخذ" أي: فبعدم انتقاض الوضوء من مس الذكر نأخذ، والله أعلم.




                                                الخدمات العلمية