الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبد الله بن شبرمة ( م ، د ، س ، ق )

                                                                                      الإمام العلامة ، فقيه العراق أبو شبرمة . قاضي الكوفة .

                                                                                      حدث عن أنس بن مالك ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة ، وأبي وائل شقيق ، وعامر الشعبي ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وإبراهيم التيمي ، وإبراهيم النخعي ، وسالم بن عبد الله ، والحسن البصري ، ونافع ، وسالم بن أبي الجعد ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وأبي زرعة ، وطائفة .

                                                                                      [ ص: 348 ] حدث عنه : الثوري ، والحسن بن صالح ، وابن المبارك ، وهشيم ، وعبد الواحد بن زياد ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الوارث بن سعيد ، وأحمد بن بشير ، ووهيب بن خالد ، وشعيب بن صفوان ، وخلق سواهم .

                                                                                      وثقه أحمد بن حنبل ، وأبو حاتم الرازي ، وغيرهما . وكان من أئمة الفروع ، وأما الحديث ، فما هو بالمكثر منه ، له نحو من ستين أو سبعين حديثا .

                                                                                      وهو عبد الله بن شبرمة بن طفيل بن حسان الضبي . وهو عم عمارة بن القعقاع ، ولكن عمارة أسن منه . وآخر أصحابه موتا أبو بدر السكوني .

                                                                                      قال أحمد بن عبد الله العجلي : كان ابن شبرمة عفيفا صارما ، عاقلا ، خيرا ، يشبه النساك . وكان شاعرا ، كريما ، جوادا . له نحو من خمسين حديثا .

                                                                                      روى ابن فضيل ، عن ابن شبرمة قال : كنت إذا اجتمعت أنا والحارث العكلي على مسألة لم نبال من خالفنا .

                                                                                      وقال فضيل بن غزوان : كنا نجلس أنا وابن شبرمة ، والحارث بن يزيد العكلي ، والمغيرة ، والقعقاع بن يزيد بالليل نتذاكر الفقه ، فربما لم نقم حتى نسمع النداء بالفجر .

                                                                                      وقال عبد الوارث : ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة .

                                                                                      وقال معمر : رأيت ابن شبرمة إذا قال له الرجل : جعلت فداك ، يغضب ، ويقول : قل : غفر الله لك .

                                                                                      وروى ابن السماك ، عن ابن شبرمة قال : من بالغ في الخصومة أثم ، ومن قصر فيها خصم . ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر . وروى ابن المبارك ، عن ابن شبرمة قال : عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار .

                                                                                      قال أحمد العجلي : كان عيسى بن موسى لا يقطع أمرا دون ابن شبرمة . قال : فبعث أبو جعفر المنصور إلى عيسى بعمه عبد الله بن علي ليحبسه ، [ ص: 349 ] ثم كتب إليه أن اقتله ، فإنه . . . . وإنه . . . فاستشار ابن شبرمة ، فقال له : لم يرد المنصور غيرك ؟! وكان عيسى ولي العهد . فقال : ما ترى ؟ قال : احبسه واكتب إليه أنك قتلته . ففعل . فجاء أخوه عبد الله إلى عيسى فقال : إن أمير المؤمنين كتب إلي أن اقتله ، فقد قتلته ، فرجعوا إلى أبي جعفر فقال : كذب ، لأقيدنه به . فارتفعوا إلى القاضي . فلما حققوا على عيسى أخرجه إليهم . فقال أبو جعفر : قتلني الله إن لم أقتل الأعرابي -يريد ابن شبرمة - فإن عيسى لا يعرف هذا . قال : فما زال ابن شبرمة مختفيا حتى مات بخراسان . سيره إليها عيسى بن موسى .

                                                                                      روى ابن فضيل عن أبيه ، قال : كان ابن شبرمة ، ومغيرة ، والحارث العكلي يسهرون في الفقه ، فربما لم يقوموا إلى الفجر . توفي سنة أربع وأربعين ومائة أرخه أبو نعيم والمدائني .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية