الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      {هو} : إضمار الحديث، أو الأمر، ووقعت في أول الكلام; لوقوعه على جواب سائل، على ما تقدم في التفسير، والجملة التي بعد {هو} خبر عنها; التقدير: الأمر الله أحد.

                                                                                                                                                                                                                                      الأخفش، والفراء: {هو} : كناية عن مفرد، واسم {الله} : خبر عنه، و {أحد} : بدل من اسم {الله} .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 191 ] الله الصمد : ابتداء وخبر، أو يكون {الصمد} وصفا لاسم الله عز وجل، وما بعده الخبر، أو يكون اسم {الله} بدلا مما تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أسكن الدال، وسكت سكتة خفيفة; فإنه نوى الوقف وفعل ذلك; فرارا من ثقل التنوين، ومن وصل بالضم من غير تنوين; حذف التنوين; لالتقاء الساكنين، حسب ما تقدم عند ذكر عزير ابن الله [التوبة: 30].

                                                                                                                                                                                                                                      و {كفوا} : مذكور في باب تخفيف الهمز، ونصبه على أنه خبر (كان) ، و {أحد} : اسمها، و {له} : ملغى.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: {له} : الخبر، وهو قياس قول سيبويه; لأنه يستقبح إلغاء الظرف إذا تقدم.

                                                                                                                                                                                                                                      وأجاز الكسائي انتصاب قوله: {كفوا} على الحال، وهو بعيد.

                                                                                                                                                                                                                                      المازني: وهو يؤدي إلى الكفر; يعني: لأن الحال ما جاز أن ينتقل، وذلك مستحيل في وصف الباري عز وجل.

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعض الكوفيين: إنما أراد الكسائي القطع، والقطع لا ينتقل.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 192 ] أبو علي: القطع ههنا لا يجوز; لأن معناه: أن تقطع الألف واللام وأنت تريدهما، فإذا قطعتهما; نصبت الاسم، ولا مدخل للألف واللام ههنا; إذ ليس ههنا إلا الهاء المجرورة، و {أحد} ، فالهاء لا توصف بالألف واللام; لأنه مضمر، و {أحد} كذلك; لأنه نكرة.

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      هذه السورة مكية في قول مجاهد، وعطاء، وقتادة، وقيل: مدنية، قاله ابن عباس، وعددها في المكي والشامي: خمس آيات، وفي بقية العدد: أربع، لم يعدوا: لم يلد [3].

                                                                                                                                                                                                                                      * * *

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية