الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فجمع السحرة لميقات يوم معلوم وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى : قالوا أرجه وأخاه فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : أخره وأخاه ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : احبسه وأخاه ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        وفي مشورتهم على فرعون بإرجائه ونهيهم له عن قتله ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : أنهم خافوا إن قتلوه أن يفتن الناس بما شاهدوه منه ، وأملوا إن جاء السحرة أن يغلبوه .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أنهم شاهدوا من فعله ما بهر عقولهم ، فخافوا الهلاك من قتله .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : أن الله صرفهم عن ذلك تثبيتا لدينه وتأييدا لرسوله .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية