الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وفخم القراء الراءات المتحركة; لقوتها بالحركة، ورقق ورش المتحركة -كما يرقق الساكنة- مع مجاورة الياء والكسرة; طلبا للخفة والمجانسة، وخالف أصله في كبر [غافر: 56]، و عشرون [الأنفال: 65]; للجمع بين اللغتين، على أني قد ذكرت في “الكبير” في المسألتين علتين ليستا بقويتين.

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك تفخيمه إرم [الفجر: 7]، وعشيرتكم [التوبة: 24]، و حيران [الأنعام: 71]; خروجه عن الأصول المعقودة في ذلك كله; للجمع بين اللغتين.

                                                                                                                                                                                                                                      وترقيقه نحو: الذكر [الحجر: 6]، و السحر [البقرة: 102]; على ترك الاعتداد بالساكن الذي قبل الراء; لضعفه، وقد اعتد به إذا كانت الراء منونة في نحو:ذكرا [البقرة: 200]، ففخمه، وهو لا يفخم ذكر الله [المجادلة: 19]; على وجه [ ص: 271 ] الجمع بين اللغتين أيضا، ومخالفته بين قوله: ذكرا وصهرا [الفرقان: 54]; بسبب ضعف الهاء، وأنها ليست بحاجز حصين كغيرها من الحروف.

                                                                                                                                                                                                                                      وتفخيمه نحو: القرآن [البقرة: 185]، والإشراق [ص: 18]، و ملك مصر [الزخرف: 51] ظاهر، وهو من أجل المستعلي، وكذلك إذا تكررت الراء في نحو: الفرار [الأحزاب: 16]، و فرارا [الكهف: 18]; لأن الراء تقوم مقام المستعلي، على ما قدمناه.

                                                                                                                                                                                                                                      ومراعاته كون الساكن أقرب إلى خارج الفم من الراء، مع كون الحرف المكسور حرف حلق في نحو: إبراهيم [البقرة: 124]، وغيره; علته بعيدة; وهي بعد الكسرة من الراء; ببعد مسافة ما بين الحرف المكسور الحلقي، والحرف الذي من الشفتين وما قاربهما، وليس ذلك بقوي من الاحتجاج، فالوجه أنه جامع بين اللغتين.

                                                                                                                                                                                                                                      وتفخيمه وزرك [الشرح: 2]، و وزر أخرى [الأنعام: 164]، عند من استعمل الاحتجاج المتقدم; يمكن أن يحمل على تشبيه الواو بحروف الحلق; لأنها [ ص: 272 ] تهوي حتى يتصل صوتها بمخرجهن.

                                                                                                                                                                                                                                      وتفخيمه ذكرك في ألم نشرح [الشرح: 4]، وهو لا يفخم أمثاله; يمكن أن يكون راعى فيه تفخيم ما قبله وما بعده من الراءات التي في آي السورة; ليتفق النطق بها.

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا الباب إنما أخذنا أصله تلاوة، ولم نجده مسطورا لأحد من المتقدمين بكماله، إلا أنهم ذكروا منه حروفا قاس عليها من جمع أصول هذا الباب من شيوخنا المتأخرين.

                                                                                                                                                                                                                                      فهذه جمل مختصرة من القول في الإمالة، وما ضارعها، وعللها، والله المستعان.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية