الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5629 - وعن عتبة بن غزوان قال : ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين خريفا لا يدرك لها قعرا ، والله لتملأن ، ولقد ذكر لنا أن ما بين مصرعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام . رواه مسلم .

التالي السابق


5629 - ( وعن عتبة ) : بضم عين مهملة فمثناة فوقية ساكنة فموحدة على ما في أسماء الرجال للمؤلف ( ابن غزوان ) : بفتح معجمة وسكون زاي قيل : هو سابع سبعة في الإسلام ( قال : ذكر لنا ) : هو في حكم المرفوع ؛ لأن الغالب في الصحابي الكبير أن لا يأخذ من غير النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - أو من الصحابة ، ومراسيل الصحابي حجة بالاتفاق ، المعنى بلغنا في ( أن الحجر يلقى ) أي : يرمى ( من شفة جهنم ) : بفتح أوله وبكسر واحدة الشفاه ، أي من طرفها ( فيهوي ) أي : فيسقط الحجر وينزل ( فيها ) أي في جهنم ( سبعين خريفا ) أي : سنة ( لا يدرك ) أي : الحجر ( لها ) أي : جهنم ( قعرا ) ، وهو أبلغ من أن يقال : لا يصل إلى قعرها ، والمعنى أنها مع طولها وعرضها وعمقها ، ( والله لتملأن ) بصيغة المجهول أي جهنم من الكفار ، ثم قال عتبة بعد وصف جهنم انتقالا إلى نعت الجنة : ( ولقد ذكر لنا ما بين مصراعين من مصاريع الجنة ) أي : ما بين طرفي باب من أبوابها ( مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليها يوم وهو ) لعل كلا من ضميري " عليها " ، و " هو " يرجع إلى ( ما ) فالأول باعتبار المعنى ؛ لأن ( ما ) عبارة عن أماكن ، والثاني باعتبار لفظه ، فالمعنى : والحال أن ما بينهما ( كظيظ ) بالمعجمتين أي مملوء ، " فعيل " بمعنى " مفعول " ، وقيل : أي ممتلئ ( من الزحام ) . بكسر الزاي أي الكثرة ( رواه مسلم ) .

[ ص: 3587 ]



الخدمات العلمية