الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء ) الآية [ 128 ] .

                                                                                                                                                                  242 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد التميمي ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا عبد الرحمن بن محمد الرازي ، حدثنا سهل بن عثمان العسكري ، حدثنا عبيدة بن حميد ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك قال : كسرت رباعية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ودمي وجهه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ويقول : كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم بالدم وهو يدعوهم إلى ربهم ؟ قال : فأنزل الله تعالى : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) .

                                                                                                                                                                  243 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الغازي ، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ في صلاة الصبح ] فلانا وفلانا [ ناسا من المنافقين ] ، فأنزل الله عز وجل : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) رواه البخاري عن حيان عن ابن المبارك عن معمر ، ورواه مسلم عن طريق ثابت ، عن أنس .

                                                                                                                                                                  244 - أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي ، أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، أخبرنا إبراهيم بن محمد ، أخبرنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا القعنبي ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كسرت رباعيته يوم أحد ، وشج في رأسه وجعل يسيل الدم عنه ، ويقول : كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى ربهم ؟ فأنزل الله عز وجل : ( ليس لك من الأمر شيء ) .

                                                                                                                                                                  245 - أخبرنا أبو إسحاق الثعالبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد الوزان ، أخبرنا أبو حامد بن الشرقي ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع : " ربنا لك الحمد ، اللهم العن فلانا وفلانا . دعا على ناس من المنافقين ، فأنزل الله عز وجل : ( ليس لك من الأمر شيء ) رواه البخاري من طريق الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وسياقه أحسن من هذا .

                                                                                                                                                                  [ ص: 65 ] 246 - أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال : حدثنا بحر بن نصر قال : قرئ على ابن وهب : أخبرك يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال : أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، أنهما سمعا أبا هريرة يقول : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يفرغ في صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه ، يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، ثم يقول وهو قائم : اللهم أنج الوليد بن الوليد ، وسلمة بن هشام ، وعياش بن أبي ربيعة ، والمستضعفين من المؤمنين ، اللهم اشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف ، اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان ، وعصية عصت الله ورسوله ، ثم بلغنا أنه ترك لما نزلت : ( ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون ) . رواه البخاري عن موسى بن إسماعيل ، عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية