الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2548 5 - حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا قالت : هو الرجل يرى من امرأته ما لا يعجبه كبرا أو غيره ، فيريد فراقها فتقول : أمسكني واقسم لي ما شئت ، قالت : فلا بأس إذا تراضيا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا الحديث تفسير عائشة رضي الله عنها هذه الآية ، وسفيان هو ابن عيينة ، قوله : ( كبرا ) بالنصب بيان لقوله ما لا يعجبه أي كبر السن ، ( أو غيره ) من سوء خلق أو خلق ، ويروى " وغيره " بالواو ، قوله : ( فتقول ) أي المرأة تقول لزوجها ( أمسكني ) ولا تفارقني ( واقسم لي ما شئت ) من النفقة وغيرها ، قوله : ( قالت ) : أي قالت عائشة ، ( فلا بأس ) بذلك ( إذا تراضيا ) أي الرجل وامرأته ، ودل هذا على أن ترك التسوية بين النساء وتفضيل بعضهن على بعض لا يجوز إلا بإذن المفضولة ورضاها ، ويدخل في هذا المعنى جميع ما يقع بين الرجل والمرأة في مال أو وطء أو غير ذلك ، وكل ما تراضيا عليه من الصلح فهو حلال للرجل من زوجته للآية المذكورة ، ونقل الداودي عن مالك أنها إذا رضيت بالبقاء بترك القسم لها أو الإنفاق عليها ثم سألت العدل كان ذلك لها ، والذي قاله في ( المدونة ) ذكره في القسم لها ، وأما النفقة فيلزمها ذلك إذا تركته ، والفرق أن الغيرة لا تملك بخلاف النفقة .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية