الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قال ابن القاسم وابن وهب عن مالك : كانت بدر في سبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان . [ ص: 377 ]

                                                                                                                                                                                                              وروى ابن وهب أنها كانت بعد عام ونصف من الهجرة ، وذلك بعد تحويل القبلة بشهرين .

                                                                                                                                                                                                              وقد سئل مالك في رواية ابن وهب عن عدة المسلمين يوم بدر ; فقال : كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر على عدة أصحاب طالوت .

                                                                                                                                                                                                              وروى أيضا ابن وهب عن مالك قال : { سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عدة المشركين يوم بدر : كم يطعمون كل يوم ؟ فقيل له : يوما عشرا ويوما تسع جزائر . فقال : القوم ما بين الألف إلى التسعمائة }

                                                                                                                                                                                                              وروى ابن القاسم عن مالك قال : { لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي . فقام أبو بكر فتكلم ، ثم قعد . ثم قال : أشيروا علي فقام عمر فتكلم ، ثم قعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي فقام سعد بن معاذ فقال : كأنك إيانا تريد يا رسول الله ، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم متبعون . لو أتيت اليمن لسللنا سيوفنا واتبعناك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا مصافكم } .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الخامسة : قال علماؤنا رحمهم الله ، هاهنا ثلاثة أسماء : الأنفال ، الغنائم ، الفيء .

                                                                                                                                                                                                              فالنفل : الزيادة كما بينا ، وتدخل فيه الغنيمة فإنها زيادة الحلال لهذه الأمة . والغنيمة : ما أخذ من أموال الكفار بقتال . والفيء : ما أخذ بغير قتال ; لأنه رجع إلى موضعه الذي يستحقه ، وهو انتفاع المؤمن به .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية