الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            باب من أجاز في كل ركعة ثلاثة ركوعات وأربعة وخمسة

                                                                                                                                            1329 - ( عن جابر رضي الله عنه قال : { كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ست ركعات بأربع سجدات } رواه أحمد ومسلم وأبو داود ) .

                                                                                                                                            1330 - ( وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أنه صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ، ثم قرأ ثم ركع ، ثم قرأ ثم ركع ، ثم سجد ، والأخرى مثلها } رواه الترمذي وصححه ) .

                                                                                                                                            1331 - ( وعن عائشة رضي الله عنها : { أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى ست ركعات وأربع سجدات } رواه أحمد والنسائي ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            حديث جابر أخرجه أيضا البيهقي ، وقال عن الشافعي : إنه غلط ، وهذه الدعوى يردها ثبوته في الصحيح ، فإنه رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن نمير عن عبد الملك عن عطاء عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم . وحديث ابن عباس رواه الترمذي عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن طاوس ، عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقد علل الحديث بأن حبيبا لم يسمع من طاوس قال البيهقي : حبيب وإن كان ثقة فإنه كان يدلس ولم يبين سماعه من طاوس . وحديث عائشة هو أيضا في صحيح مسلم بهذا اللفظ الذي ذكره المصنف ولعائشة أيضا حديث آخر في صحيح مسلم ولفظه : { إن الشمس انكسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام قياما شديدا ، يقول قائما ثم يركع ، ثم يقوم ثم يركع ، ثم يقوم ثم يركع ركعتين في ثلاث ركعات وأربع سجدات ، وانصرف وقد تجلت الشمس ، وكان إذا ركع قال : الله أكبر ثم يركع ، وإذا [ ص: 392 ] رفع رأسه قال : سمع الله لمن حمده ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إن الشمس والقمر } الحديث .

                                                                                                                                            وهذه الأحاديث الصحيحة ترد ما تقدم عن ابن عبد البر والبيهقي من أن ما خالف أحاديث الركوعين معلل أو ضعيف ، وما تقدم عن الشافعي وأحمد والبخاري من عدهم لما خالف أحاديث الركوعين غلطا . وقد استدل بأحاديث الباب على أن المشروع في صلاة الكسوف في كل ركعة ثلاثة ركوعات ، وقد تقدم الخلاف في ذلك .

                                                                                                                                            قوله : ( ست ركعات وأربع سجدات ) أي صلى ركعتين في كل ركعة ثلاثة ركوعات وسجدتان . .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية