الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 310 ] القول في الروم والإشمام

                                                                                                                                                                                                                                      جاء الروم والإشمام عن ورش، وهشام، وحمزة، والكسائي، وأبي عمرو باختلاف عنه.

                                                                                                                                                                                                                                      والمستعمل فيه الروم في المجرور، والإشمام في المرفوع، [وتركهما في المفتوح]، وقد روي عن بعض القراء الروم في المفتوح، واستعماله عند القراء شاذ، ويجوز الروم في المرفوع، وقد أخذ به بعض القراء.

                                                                                                                                                                                                                                      والروم في مذهب سيبويه ومن وافقه أظهر من الإشمام; لأنه صوت مسموع; لأنه إضعاف الحركة، والإشمام ليس بصوت، إنما هو ضم الشفتين بعد السكوت، ومذهب الكوفيين ومن وافقهم ضد ذلك; وهو أن الإشمام هو الذي يسمع; لأنه عندهم بعض حركة، والروم هو الذي لا يسمع; لأنه روم الحركة من غير نطق، وقد أوضحت هذا في “الكبير”.

                                                                                                                                                                                                                                      والذي يحتاج إلى ذكره ههنا: أن من وقف بالروم والإشمام; فإنما أراد بيان حال الحرف في الوصل كيف كان; كما أرادوا البيان في نحو قولهم: (أنت تغزين)، فأشموا; ليفرقوا بينه وبين (ترمين)، ومن أسكن; جاء به على الأصل; لأن أصل الوقف السكون، كما أن أصل الابتداء الحركة.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 311 ] وفي هذه النكتة كفاية، والله أسأل الهداية.

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يجوز الروم في حركة عارضة، [ولا ملقاة من همزة]; إذ لا حظ لهما في الوقف، ولا في ميم جمع; لأن الواو الموصولة بها تحذف، ولا في هاء التأنيث; لأن الحرف الموقوف عليه غير الذي في الوصل; لأنه في الوصل تاء، وفي الوقف هاء، إلا ما كتب منها في المصحف بالتاء، فإن من مذهبه الوقوف على التاء اتباعا لخط المصحف يروم ويشم; لكون الحرف الذي في الوصل هو الذي في الوقف.

                                                                                                                                                                                                                                      وفي الروم والإشمام في هاء الإضمار -إذا كان ما قبلها من جنس حركتها- اختلاف، وقد أوضحت ذلك في “الكبير”.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية