الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان [109]

                                                                                                                                                                                                                                        من بمعنى الذي ، وهو في موضع رفع بالابتداء وخبره ( خير ) ( أم من أسس بنيانه ) عطف على الأولى وهذه قراءة زيد بن ثابت وبها قرأ نافع وفيه أربع قراءات سوى هذه القراءة قرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع وأبو عمرو وعاصم والأعمش وحمزة والكسائي ( أفمن أسس بنيانه ) بفتح الهمزة ونصب البنيان ، وهو اختيار أبي عبيد لكثرة من قرأ به وأن الفاعل سمي فيه ، وقرأ نصر بن عاصم ( أفمن أسس بنيانه ) رفع أسسا بالابتداء وخفض بنيانه بالإضافة والخبر على تقوى من الله ورضوان والجملة في الصلة وأسس وأس بمعنى واحد مثل عرب وعرب ، قال أبو حاتم : ، وقرأ بعض القراء ( أفمن أساس بنيانه ) ، قال أبو جعفر : أساس واحد وجمعه أسس والقراءة الخامسة حكاها أبو حاتم أيضا [ ص: 237 ] وهي ( أفمن أساس بنيانه ) وهذا جمع أس كما يقال خف وأخفاف والكثير أساس مثل خفاف ، وقال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        أصبح الملك ثابت الأساس بالبهاليل من بني العباس



                                                                                                                                                                                                                                        ( خير أم من أسس بنيانه ) مثل الأول ( على شفا ) والتثنية شفوان والجمع أشفاء وشفي وشفي وجرف وجرفة هار والأصل هائر وزعم أبو حاتم أن الأصل فيه هاور ثم يقال هائر مثل صائم ثم يقلب فيقال هار وزعم الكسائي أنه يكون من ذوات الواو ومن ذوات الياء وأنه يقال تهور وتهير وحكى أبو عبيد أن أبا عمرو بن العلا كان يحب أن يميل إذا كانت الراء مكسورة بعد ألف فإن كانت مفتوحة أو مضمومة لم يمل ، قال أبو جعفر : هذا قول الخليل وسيبويه والعلة عندهما في ذلك أن الراء إذا كانت مكسورة فكأن فيها كسرتين للتكرير الذي فيها فحسنت الإمالة فإذا كانت مفتوحة فكأن فيها فتحتين فلا تجوز الإمالة وكذا إذا كانت مضمومة نحو وبئس القرار وأما كافر فإنما أميل لكسرة الفاء .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية