الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : قوله : { ولا تنازعوا فتفشلوا } : وهذا أصل عظيم في المعقول والمشروع ; وذلك أن الله خلق القوة ليظهر بها الأفعال ، وقدرته سبحانه واحدة تعم المقدورات ، وقدر الخلق حادثة متعددة تتعلق بالمقدورات على اختلاف أنواعها [ وأجرى الله ] العادة بأن القدرة إذا كثرت على رأي قوم [ ص: 419 ] أو بقيت على رأي آخرين والأول أصح حسبما بيناه في الأصول ظهر المقدور بالنسبة إلى القدرة إن كان كثيرا فكثيرا أو قليلا فقليلا ، وكذلك تظهر المفعولات بحسب ما يلقي الله في القلوب من الطمأنينة ، فإذا ائتلفت القلوب على الأمر استتب وجوده ، واستمر مريره ، وإذا تخلخل القلب قصر عن النظر ، وضعفت الحواس عن القبول ، والائتلاف طمأنينة للنفس ، وقوة للقلب ، والاختلاف إضعاف له ; فتضعف الحواس ، فتقعد عن المطلوب ، فيفوت الغرض ; وذلك قوله : { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } ، وكنى بالريح عن اطراد الأمر ومضائه بحكم استمرار القوة فيه والعزيمة عليه ، وأتبع ذلك بالأمر بالصبر الذي يبلغ العبد به إلى كل أمر متعذر بوعده الصادق في أنه مع الصابرين . .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية