الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 445 ] ويجعلون لله ما يكرهون وتصف ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون

                                                                                                                                                                                                ويجعلون لله ما يكرهون : لأنفسهم من البنات ومن شركاء في رياستهم، ومن الاستخفاف برسلهم، والتهاون برسالاتهم، ويجعلون له أرذل أموالهم ولأصنامهم أكرمها، وتصف ألسنتهم : مع ذلك، أن لهم الحسنى : عند الله، كقوله: ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى [فصلت: 50]، وعن بعضهم أنه قال لرجل من ذوي اليسار: كيف تكون يوم القيامة إذا قال الله تعالى: هاتوا ما دفع إلى السلاطين وأعوانهم، فيؤتى بالدواب والثياب وأنواع الأموال الفاخرة، وإذا قال: هاتوا ما دفع إلي فيؤتى بالكسر والخرق وما لا يؤبه له، أما تستحي من ذلك الموقف؟ وقرأ هذه الآية، وعن مجاهد : "أن لهم الحسنى"، هو قول قريش: لنا البنون، وأن لهم الحسنى: بدل من الكذب، وقرئ: "الكذب" جمع كذوب، صفة للألسنة، مفرطون قرئ: مفتوح الراء ومكسورها مخففا ومشددا، فالمفتوح بمعنى: مقدمون إلى النار معجلون إليها، من أفرطت فلانا، وفرطته في طلب الماء، إذا قدمته، وقيل: منسيون متروكون، من أفرطت فلانا خلفي إذا خلفته ونسيته، والمكسور المخفف، من الإفراط في المعاصي، والمشدد، من التفريط في الطاعات وما يلزمهم.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية