الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
23 [ ص: 222 ] الأصل

[ 79 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا عمرو بن أبي سلمة، عن الأوزاعي، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة قالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

التالي السابق


الشرح

عمرو بن أبي سلمة: هو أبو حفص التنيسي.

سمع: الأوزاعي.

وروى عنه: الشافعي، بروايته عنه يعرف.

والأوزاعي: هو عبد الرحمن بن عمرو إمام أهل الشام، والأوزاع بطن من حمير، ويقال: قرية بدمشق على باب الفراديس.

سمع: الزهري، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

روى عنه: ابن المبارك، والوليد بن سلمة، والثوري، ومالك.

مات سنة سبع وخمسين ومائة.

والحديث صحيح وتمامه ما رواه علقمة والأسود، عن عائشة قالت: كنت أفرك المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يصلي فيه.

ورواه همام بن الحارث عن عائشة مع قصة وهي أن ضيفا ضاف عائشة فأرسلت إليه تدعوه فقالوا لها: إنه أصابته جنابة [ ص: 223 ] فذهب يغسل ثوبه.

فقالت عائشة: ولم غسله؟ كنت أفرك المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


وعن محارب بن دثار عن عائشة أنها كانت تحت المني من ثياب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في الصلاة.

ودلالة الحديث على طهارة المني ظاهرة، واحتج به أيضا على طهارة رطوبة فرج المرأة؛ لأن مني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ثوبه كان من الجماع؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يحتلم.

وقد روي القول بطهارة المني عن جماعة من الصحابة (وعن) يعني ابن عباس أنه قال في المني يصيب الثوب: أمطه عنك بعود أو إذخرة، فإنما هو بمنزلة البصاق أو المخاط، وعن سعد بن أبي وقاص أنه كان إذا أصاب ثوبه المني مسحه إن كان رطبا، وإن كان يابسا حته ثم صلى فيه [ ص: 224 ]




الخدمات العلمية