الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الثاني عشر‏ : ليس له أن يزيد في نسب من فوق شيخه من رجال الإسناد على ما ذكره شيخه مدرجا عليه من غير فصل مميز ، فإن أتى بفصل جاز ، مثل أن يقول : ( ‏هو ابن فلان الفلاني‏ ) أو ( ‏يعني‏ : ابن فلان ) ، ونحو ذلك‏ . ‏

وذكر ‏الحافظ الإمام أبو بكر البرقاني‏ رحمه الله في كتاب ( ‏اللقط‏ ) له بإسناده ، عن علي بن المديني ، قال‏ : إذا حدثك الرجل ، فقال‏ : حدثنا فلان ، ولم ينسبه ، فأحببت أن تنسبه ، فقل : ( ‏حدثنا فلان‏ ، أن فلان بن فلان ، حدثه‏ ) ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

وأما إذا كان شيخه قد ذكر نسب شيخه ، أو صفته ، في أول كتاب [ ص: 226 ] أو جزء عند أول حديث منه ، واقتصر فيما بعده من الأحاديث على ذكر اسم الشيخ ، أو بعض نسبه‏ ، مثاله‏ : أن أروي جزءا عن الفراوي ، وأقول في أوله : " ‏أخبرنا أبو بكر منصور بن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي ، قال : ‏أخبرنا فلان " ‏‏ ، وأقول في باقي أحاديثه : " ‏أخبرنا منصور ، أخبرنا منصور‏ " ، فهل يجوز لمن سمع ذلك الجزء مني أن يروي عني الأحاديث التي بعد الحديث الأول متفرقة ، ويقول في كل واحد منها : " ‏أنا فلان ، قال‏ : أنا أبو بكر منصور بن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي ، قال‏ : أنا فلان ) وإن لم أذكر له ذلك في كل واحد منها ، اعتمادا على ذكري له أولا ؟ فهذا قد حكى ‏الخطيب الحافظ‏ عن أكثر أهل العلم‏ أنهم أجازوه‏ ، وعن بعضهم أن الأولى أن يقول : " ‏يعني ابن فلان " ‏‏ . ‏ وروى بإسناده عن ‏أحمد بن حنبل‏ رضي الله عنه أنه كان إذا جاء اسم الرجل غير منسوب قال " ‏يعني ابن فلان " ‏‏ . ‏

وروي عن البرقاني بإسناده ، عن علي بن المديني ما قدمنا ذكره عنه‏ ، ثم ذكر أنه هكذا رأى أبا بكر أحمد بن علي الأصبهاني - نزيل نيسابور - يفعل ، وكان أحد الحفاظ المجودين ومن أهل الورع ، والدين ، وأنه سأله عن أحاديث كثيرة رواها له قال فيها : " ‏أنا أبو عمرو بن حمدان‏ : أن أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي أخبرهم ، وأخبرنا أبو بكر بن المقري‏ : أن إسحاق بن أحمد بن نافع حدثهم‏ ، [ ص: 227 ] وأخبرنا أبو أحمد الحافظ‏ : أن أبا يوسف محمد بن سفيان الصفار أخبرهم‏ " ، فذكر له أنها أحاديث سمعها قراءة على شيوخه في جملة نسخ ، نسبوا الذين حدثوهم بها في أولها ، واقتصروا في بقيتها على ذكر أسمائهم‏ . ‏

قال‏ : وكان غيره يقول في مثل هذا " ‏أخبرنا فلان قال‏ : أخبرنا فلان هو ابن فلان " ، ثم يسوق نسبه إلى منتهاه‏ . ‏

قال‏ : " وهذا الذي أستحبه ; لأن قوما من الرواة كانوا يقولون فيما أجيز لهم : " ‏أخبرنا فلان : أن فلانا حدثهم‏ " ‏‏ . ‏

قلت‏ : جميع هذه الوجوه جائزة ، وأولاها أن يقول : ( ‏هو ابن فلان ، أو‏ يعني ابن فلان ) ، ثم أن يقول : ( ‏إن فلان بن فلان ) ، ثم أن يذكر المذكور في أول الجزء بعينه من غير فصل ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية