الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الربيع بن صبيح ( ت ، ق )

                                                                                      البصري العابد ، الإمام مولى بني سعد ، من أعيان مشايخ البصرة ، [ ص: 288 ]

                                                                                      حدث عن : الحسن ، ومحمد بن سيرين ، وعطاء بن أبي رباح ، وثابت البناني ، وجماعة .

                                                                                      وعنه : وكيع ، وابن مهدي ، وأبو داود الطيالسي ، وعلي بن الجعد ، وأبو الوليد ، وآخرون .

                                                                                      روى عباس ، عن ابن معين : ثقة . وقال أحمد : لا بأس به . وذكره شعبة فقال : هو عندي من سادات المسلمين .

                                                                                      قلت : كان كبير الشأن ، إلا أن النسائي ضعفه .

                                                                                      وقال حجاج : سألت شعبة عن مبارك والربيع بن صبيح ، فقال : مبارك أحب إلي . وقال علي : جهدت بيحيى بن سعيد أن يحدثني بحديث عن الربيع بن صبيح ، فأبى علي . وقال أبو الوليد : كان يدلس .

                                                                                      قال ابن حبان : كنيته : أبو جعفر . حدث عنه : الثوري ، وابن المبارك ، ووكيع ، وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم ، كان يشبه بيته بالليل بالنحل ، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته ، فكان يهم كثيرا ، توفي بالسند سنة ستين ومائة .

                                                                                      محمود بن غيلان : حدثنا أبو داود : قال شعبة : لقد بلغ الربيع بن صبيح في مصرنا هذا ، ما لا يبلغه الأحنف بن قيس . قال أبو داود : يعني في الارتفاع .

                                                                                      قال أبو محمد الرامهرمزي أول من صنف وبوب ، فيما أعلم ، [ ص: 289 ] الربيع بن صبيح بالبصرة ، ثم ابن أبي عروبة .

                                                                                      قلت : توفي غازيا بأرض الهند ، وله في " الجعديات " .

                                                                                      قال علي : حدثنا الربيع ، عن الحسن ، قال : ليس الفرار من الزحف من الكبائر ، إنما كان ذاك يوم بدر . قال عباس : سألت ابن معين عن الربيع والمبارك ، فقال : ما أقربهما ! لا بأس بهما .

                                                                                      قال محمد بن سلام الجمحي : قال الوثيق بن يوسف الثقفي : ما رأيت رجلا أسود من الربيع بن صبيح .

                                                                                      وقال علي بن المديني : كان الربيع بن صبيح إنما يقول : سمعت الحسن ، سألت الحسن .

                                                                                      قال يحيى بن سعيد : كتبت عنه حديثا ، عن أبي نضرة ، في الصرف ، هو أحسنها كلها . وحديث عطاء ، عن جابر في الحج بطوله ، عن عكرمة . قلت له : ما حدث عنه بشيء ؟ قال : لا .

                                                                                      قال غسان بن المفضل الغلابي : سمعت من يذكر أن الربيع بن صبيح كان بالأهواز ، ومعه صاحب له ، فتعرضت لهما امرأة ، فبكى الشيخ ، قال له صاحبه : ما يبكيك ؟ قال : إنها لم تطمع في شيخين إلا وقد رأت شيوخا قبلنا يتابعونها ، فلذا أبكي .

                                                                                      قال يحيى بن معين : كانت وقعة بارنل سنة ستين ومائة وفيها مات الربيع بن صبيح - رحمه الله .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية