الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( المسألة الرابعة ) : اختلف العلماء في قوله تعالى { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } قال ابن عطية في تفسيره قيل : إن أو للتنويع لا للتخيير ، وقيل : للتخيير ، ومعناه أن الإنسان مخير في أن يرد أحسن أو يقتصر على لفظ المبتدئ إن كان قد وقف دون البركات ، وإلا لبطل التخيير لتعين المساواة ، وقيل : لا بد من الانتهاء إلى لفظ البركات مطلقا ، وحينئذ يتعين تنويع الرد إلى المثل إن كان المبتدئ انتهى للبركات ، وإلى الأحسن إن كان المبتدئ اقتصر دون البركات ، فهذا معنى التخيير والتنويع ، وينبني على هذا هل الانتهاء إلى البركات مأمور به مطلقا ، أو في صورة واحدة ، وهي إذا انتهى المبتدئ إلى البركات فقط

التالي السابق


حاشية ابن حسين المكي المالكي

( المسألة الرابعة )

اختلف العلماء في رد السلام هل الانتهاء فيه إلى البركات مأمور به مطلقا وفي صورة واحدة ، وهي ما إذا انتهى المبتدئ بالسلام إلى البركات فقط وهذا الخلاف مبني على الخلاف في قوله تعالى { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } قال ابن عطية في تفسيره قيل : إن أو للتنويع لا للتخيير وقيل : للتخيير ا هـ قال الأصل : ومعنى التخيير أن الإنسان مخير في أن يرد أحسن أو يقتصر على لفظ المبتدئ إن كان قد وقف دون البركات ، وإلا لبطل التخير لتعين المساواة ومعنى التنويع تنويع الرد إلى المثل إن كان المبتدئ انتهى للبركات ، وإلى الأحسن إن كان المبتدئ اقتصر دون البركات ا هـ والله - سبحانه وتعالى - أعلم .




الخدمات العلمية