الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا يوسف بن عيسى حدثنا وكيع حدثنا أبو سليمان ) أي ابن عبد الله بن حنظلة ، أخرج حديثه الشيخان وغيرهما ( وهو ) أي أبو سليمان هو ( عبد الرحمن بن الغسيل ) فعيل بمعنى المفعول ، من الغسل لقب به حنظلة الأنصاري ، وهو جد عبد الرحمن المذكور . قال ميرك : هو عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر المدني الأنصاري المعروف بابن الغسيل ، والغسيل جد أبيه حنظلة غسلته الملائكة حين استشهد بأحد ; لأنه كان جنبا حين سمع نفير أحد ، ولم يتيسر له غسل الجنابة ، فغسلته الملائكة غسل الجنابة ( عن عكرمة ) أي مولى ابن عباس ( عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس ) قال ميرك : هذه الخطبة وقعت في مرض النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه ، وفيها الوصية بشأن الأنصار ، كما أخرجه البخاري في صحيحه عن أحمد بن يعقوب ، عن ابن الغسيل ، بهذا الإسناد ، قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه ملحفة متعطفا على منكبيه ، وعليه عصابة دسماء ، حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، أيها الناس إن الناس يكثرون ويقل الأنصار ، حتى يكونوا كالملح في الطعام ، فمن ولي منكم أمرا يضر فيه أحدا وينفعه فليقبل من محسنهم ، وليتجاوز عن مسيئهم ، وفي حديث أنس عنده أيضا في هذه القصة ، فصعد المنبر ولم يصعد بعد ذلك اليوم ، ( وعليه ) أي على رأسه ( عصابة ) بكسر العين وفي بعض النسخ : عمامة بدل عصابة ، عكس ما سبق على أن العصابة تأتي بمعنى العمامة ، كما في القاموس وغيره ( دسماء ) بفتح المهملة الأولى ، وسكون الثانية ، أي : سوداء ، كما في نسخة ، ومنه [ ص: 210 ] قول عثمان رضي الله عنه وقد رأى غلاما مليحا : دسموا - بالتشديد - نونته ، أي سودوا النقرة التي في ذقنه ; لئلا تصيبه العين ، وقيل : معنى دسماء أنها متلطخة بدسومة شعره صلى الله عليه وسلم ، إذا كان يكثر دهنه ، كما مر ، والدسومة غيرته إلى السواد ، وقال ميرك : ويحتمل أن تكون اسودت من العرق ، والدسماء في الأصل الوسخة ، وهي ضد النظيفة ، وقد يكون ذلك لونها في الأصل ، وفي حديث أنس عند البخاري أنها حاشية برد ، والحاشية غالبا تكون من لون غير لون الأصل ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية