الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ ص: 527 ] خاتمة [ قد يكون الخلاف حجة ] قد يكون الخلاف حجة كالإجماع في مواضع . منها : منع الخروج منه إذا انحصر على قولين أو ثلاثة . ومنها : تسويغ الذهاب إلى كل واحد من الأقوال المختلف فيها . ومنها : كون الجميع صوابا إن قلنا كل مجتهد مصيب ، وغير ذلك . ذكره القاضي عبد الوهاب في مسألة تقليد الصحابي . [ الاختلاف مذموم والاجتماع محمود ] وقال المزني في كتاب ذم التقليد " : قد ذم الله الاختلاف في غير ما آية ، ولو كان من دينه ما ذمه ، ولو كان التنازع من حكمه ما رده إلى كتابه وسنة نبيه ، ولا أمر بإمضاء الاختلاف والتنازع على ما هما به ، وما حذر رسول الله أمته من الفرقة وأمرها بلزوم الجماعة .

                                                      قال : ولو كان الاختلاف رحمة ، لكان الاجتماع عذابا ; لأن العذاب خلاف الرحمة ، ثم قال : قال الشافعي - رحمه الله تعالى - الاختلاف وجهان : فما كان منصوصا ، لم يحل فيه الاختلاف ، وما كان يحتمل التأويل أو يدرك قياسا ، فذهب المتأول أو المقايس إلى معنى يحتمل ذلك ، وإن خالفه غيره ، لم أقل إنه يضيق عليه ضيق الاختلاف في المنصوص . قال المزني : فظاهر قوله أنه ضيق الخلاف كتضييقه في المنصوص ، والله أعلم .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية