الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( وإن رضيت إحدى الزوجات بترك قسمها لصاحبتها جاز ) لأن { سودة بنت زمعة رضي الله عنهاسألت رسول الله عليه الصلاة والسلام أن يراجعها وتجعل يوم نوبتها لعائشة }رضي الله عنها( ولها أن ترجع في ذلك ) لأنها أسقطت حقا لم يجب بعد فلا يسقط والله أعلم .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الرابع : روي أن { سودة بنت زمعة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يراجعها ، ويجعل يوم نوبتها لعائشة }; قلت : مفهوم هذا أنه عليه السلام طلق سودة ، ولم نجد ذلك في الحديث ; فروى البخاري ، ومسلم عن { عائشة ، قالت : ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة ، فلما كبرت قالت : يا رسول الله ، [ ص: 412 ] قد جعلت يومي منك لعائشة ، فكان عليه السلام يقسم لعائشة يومين : يومها ، ويوم سودة } ، انتهى . وللبخاري في " الهبة " عنها : { فكان عليه السلام يقسم لكل امرأة منهن يومها ، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة ، تبتغي بذلك رضاء النبي صلى الله عليه وسلم }; وأخرج البخاري ، ومسلم عن ابن عباس ، قال : { كان عند النبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة ، وكان يقسم لثمان ، ولا يقسم لواحدة }انتهى .

                                                                                                        وفي " مستدرك الحاكم " عن هشام بن عروة عن أبيه عن { عائشة ، قالت : قالت سودة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يومي هو لعائشة ، فقبل ذلك منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت عائشة : فيها وفي أشباهها أنزل الله { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا } } ، وقال : حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه .

                                                                                                        وحديث الكتاب : رواه البيهقي في " سننه " من حديث أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن عروة أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق سودة ، فلما خرج إلى الصلاة أمسكت بثوبه ، فقالت : والله مالي في الرجال من حاجة ، ولكني أريد أن أحشر في أزواجك ، قال : فراجعها وجعل يومها لعائشة }انتهى . وهو مرسل .




                                                                                                        الخدمات العلمية