الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
14975 6448 - (15401) - (3 \ 411 - 412) عن عبد الله بن حبشي الخثعمي : أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل : أي الأعمال أفضل ؟ قال : " إيمان لا شك فيه ، وجهاد لا غلول فيه ، وحجة مبرورة " . قيل : فأي الصلاة أفضل ؟ قال : "طول القنوت " . قيل : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : "جهد المقل " . قيل : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : "من هجر ما حرم الله عليه " . قيل : فأي الجهاد أفضل ؟ قال : "من جاهد المشركين بماله ونفسه " . قيل : فأي القتل أشرف ؟ قال : "من أهريق دمه ، وعقر جواده " .

التالي السابق


* قوله : "إيمان لا شك فيه " : أي : في متعلقه ، والمراد ، تصديق بلغ حد اليقين ; بحيث لا يبقى معه أدنى توهم لخلافه ، وإلا فمع بقاء الشك لا يصلح الإيمان ، أو إيمان لا يشك المرء في حصوله له بأن يتردد : هل حصل له الإيمان ، أم لا ؟ والوجه الأول .

* "لا غلول " : - بضم الغين - ; أي : لا خيانة منه في غنائمه .

* "مبرورة " : أي : خالية عن ارتكاب محارمها .

* "طول القنوت " : أي : ذات طول القنوت ; أي : القيام ، قيل : مطلقا ، وقيل : في الليل ، وهو الأوفق بفعله صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 270 ] * "جهد المقل " : - بضم الجيم - ; أي : قدر ما يحتمله حال من قل له المال ، والمراد : ما يعطيه المقل على قدر طاقته ، ولا ينافيه حديث : "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى " ; لعموم الغنى للقلبي وغنى اليد .

* "من هجر " : أي : هجرة من هجر .

* "وعقر جواده " : أي : فرسه ، والمراد : قتل من صرف نفسه وماله في سبيل الله .

* * *




الخدمات العلمية