الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 158 ] وقوله: وبرزوا لله جميعا ؛ أي: جمعهم الله في حشرهم؛ فاجتمع التابع والمتبوع؛ فقال الضعفاء ؛ وهم الأتباع؛ للذين استكبروا ؛ وهم المتبوعون؛ إنا كنا لكم تبعا ؛ أي: اتبعناكم فيما دعوتمونا إليه؛ و"تبعا"؛ جمع "تابع"؛ يقال: "تابع"؛ و"تبع"؛ مثل: "غائب"؛ و"غيب".

                                                                                                                                                                                                                                        وجائز أن يكون "تبع"؛ مصدرا؛ سمي به؛ أي: "كنا ذوي تبع". وقوله - عز وجل -: سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ؛ "سواء"؛ رفع بالابتداء؛ و"أجزعنا"؛ في موضع الخبر؛ ما لنا من محيص ؛ أي: ما لنا من مهرب؛ ولا معدل عن العذاب؛ يقال: "حاص عن الشيء؛ يحيص"؛ و"جاص عنه؛ يجيص"؛ في معنى واحد؛ وهذه اللغة لا تجوز في القرآن؛ ويقال: "وقع في حيص بيص"؛ و"حاص باص"؛ و"حاص باص"؛ إذا وقع فيما لا يقدر أن يتخلص منه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية