الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                13005 ( أخبرنا ) أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ أحمد بن عبيد ، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث ، عن [ ص: 60 ] سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي شريح العدوي ؛ أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة : ائذن لي أيها الأمير أن أحدث قولا قام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن يوم الفتح سمعته أذناي ، ووعاه قلبي ، وبصرته عيناي حين تكلم ؛ أنه حمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال: إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ، فلم يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرة ، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها ، فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم ، وإنما أذن لي ساعة من نهار ، وعادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فقيل لأبي شريح : ماذا قال لك عمرو ؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح ، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ، ولا فارا بدم ، ولا فارا بخربة . رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره ، ورواه مسلم عن قتيبة ، عن الليث ، والله أعلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية