الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1835 - ( 6 ) - حديث عمر : لا تأتيني أم ولد يعترف سيدها أنه قد ألم بها ، إلا ألحقت به ولدها ، فأرسلوهن بعد أو أمسكوهن . الشافعي ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن سالم ، عن أبيه : أن عمر قال : ما بال رجال يطئون ولائدهم ، ثم يعتزلوهن . . . فذكر نحوه . وعن نافع عن صفية بنت أبي عبيد ، عن عمر في إرسال الولائد يوطأن ; بمعنى حديث سالم ، ولفظه : ما بال رجال يطئون ولائدهم ، ثم يدعوهن يخرجن ، لا تأتيني وليدة يعترف سيدها أن قد ألم بها ، إلا ألحقت به ولدها ، فأرسلوهن بعد ، أو أمسكوهن . قوله : المنصوص ، وظاهر المذهب أن الولد لا يلحقه إذا نفاه ، واحتج له بأن عمر ، وزيد بن ثابت ، وابن عباس نفوا أولاد جوار لهم . هكذا ذكره الشافعي [ ص: 7 ] عنهم بلا إسناد في الأم ، وكذا ذكره البيهقي عنه ، فينظر في أسانيده . قلت : أخرجها عبد الرزاق أما عمر ; فعن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن رجل من أهل المدينة : أن عمر كان يعزل عن جارية له ، فحملت ، فشق ذلك عليه ، فقال : " اللهم لا تلحق بآل عمر من ليس منهم " . قال : فولدت غلاما أسود ، فسألها ، فقالت : من راعي الإبل ، فاستبشر . وأما زيد ; فعن الثوري ، عن ابن ذكوان ، عن خارجة بن زيد ، قال : كان زيد بن ثابت يقع على جارية له بطيب نفسها ، فلما ولدت انتفى من ولدها وضربها مائة ، ثم أعتق الغلام . أنا ابن عيينة ، عن أبي الزناد ، عن خارجة ، مثله . وأما ابن عباس ; فعن محمد بن عمرو ، عن عمرو بن دينار : أن ابن عباس وقع على جارية له ، وكان يعزل عنها ، فولدت ، فانتفى من ولدها . وعن الثوري ، عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد ، قال : كنت عند ابن عباس . . . فذكر قصة فيها : أنه انتفى من ولد جاريته .

التالي السابق


الخدمات العلمية