[ ص: 53 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما أنا عليكم بحفيظ .
قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قد جاءكم بصائر من ربكم أي آيات وبراهين يبصر بها ويستدل ; جمع بصيرة وهي الدلالة . قال الشاعر :
جاءوا بصائرهم على أكتافهم وبصيرتي يعدو بها عتد وآي
يعني بالبصيرة الحجة البينة الظاهرة . ووصف الدلالة بالمجيء لتفخيم شأنها ; إذ كانت بمنزلة الغائب المتوقع حضوره للنفس ; كما يقال : جاءت العافية وقد انصرف المرض ، وأقبل السعود وأدبر النحوس .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فمن أبصر فلنفسه الإبصار : هو الإدراك بحاسة البصر ; أي فمن استدل وتعرف فنفسه نفع .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104ومن عمي فعليها لم يستدل ، فصار بمنزلة الأعمى ; فعلى نفسه يعود ضرر عماه .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104وما أنا عليكم بحفيظ أي لم أؤمر بحفظكم على أن تهلكوا أنفسكم . وقيل : أي لا أحفظكم من عذاب الله . وقيل : " بحفيظ " برقيب ; أحصي عليكم أعمالكم ، وإنما أنا رسول أبلغكم رسالات ربي ، وهو الحفيظ عليكم لا يخفى عليه شيء من أفعالكم . قال
الزجاج : نزل هذا قبل فرض القتال ، ثم أمر أن يمنعهم بالسيف من عبادة الأوثان .
[ ص: 53 ] nindex.php?page=treesubj&link=28977قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ أَيْ آيَاتٌ وَبَرَاهِينُ يُبْصَرُ بِهَا وَيُسْتَدَلُّ ; جَمْعُ بَصِيرَةٍ وَهِيَ الدَّلَالَةُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
جَاءُوا بَصَائِرُهُمْ عَلَى أَكْتَافِهِمْ وَبَصِيرَتِي يَعْدُو بِهَا عَتَدٌ وَآيُ
يَعْنِي بِالْبَصِيرَةِ الْحُجَّةَ الْبَيِّنَةَ الظَّاهِرَةَ . وَوَصَفَ الدَّلَالَةَ بِالْمَجِيءِ لِتَفْخِيمِ شَأْنِهَا ; إِذْ كَانَتْ بِمَنْزِلَةِ الْغَائِبِ الْمُتَوَقَّعِ حُضُورُهُ لِلنَّفْسِ ; كَمَا يُقَالُ : جَاءَتِ الْعَافِيَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الْمَرَضُ ، وَأَقْبَلَ السُّعُودُ وَأَدْبَرَ النُّحُوسُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ الْإِبْصَارُ : هُوَ الْإِدْرَاكُ بِحَاسَّةِ الْبَصَرِ ; أَيْ فَمَنِ اسْتَدَلَّ وَتَعَرَّفَ فَنَفْسَهُ نَفَعَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا لَمْ يَسْتَدِلَّ ، فَصَارَ بِمَنْزِلَةِ الْأَعْمَى ; فَعَلَى نَفْسِهِ يَعُودُ ضَرَرُ عَمَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=104وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ أَيْ لَمْ أُؤْمَرْ بِحِفْظِكُمْ عَلَى أَنْ تُهْلِكُوا أَنْفُسَكُمْ . وَقِيلَ : أَيْ لَا أَحْفَظُكُمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ . وَقِيلَ : " بِحَفِيظٍ " بِرَقِيبٍ ; أُحْصِي عَلَيْكُمْ أَعْمَالَكُمْ ، وَإِنَّمَا أَنَا رَسُولٌ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي ، وَهُوَ الْحَفِيظُ عَلَيْكُمْ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِكُمْ . قَالَ
الزَّجَّاجُ : نَزَلَ هَذَا قَبْلَ فَرْضِ الْقِتَالِ ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ يَمْنَعَهُمْ بِالسَّيْفِ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ .