الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            544 - قصة أبي رغال المصدق

                                                                                            1490 - حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ، ثنا يحيى بن بكير ، ثنا الليث ، حدثني هشام بن سعد ، عن عباس بن عبد الله بن معبد بن [ ص: 17 ] عباس ، عن عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ، عن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري ، أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعثه ساعيا ، فقال أبوه : لا تخرج حتى تحدث برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عهدا ، فلما أراد الخروج أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا قيس لا تأتي يوم القيامة على رقبتك بعير له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة لها يعار ، ولا تكن كأبي رغال " فقال : سعد وما أبو رغال ؟ قال : " مصدق بعثه صالح فوجد رجلا بالطائف في غنيمة قريبة من المائة شصاص إلا شاة واحدة ، وابن صغير لا أم له ، فلبن تلك الشاة عيشه ، فقال صاحب الغنم : من أنت ؟ فقال : أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فرحب وقال : هذه غنمي فخذ بما أحببت فنظر إلى الشاة اللبون ، فقال : هذه . فقال الرجل : هذا الغلام كما ترى ليس له طعام ، ولا شراب غيرها ، فقال : إن كنت تحب اللبن فأنا أحبه ، فقال : خذ شاتين مكانها فأبى ، فلم يزل يزيده ، ويبذل حتى بذل له خمس شياه شصاص مكانها فأبى عليه ، فلما رأى ذلك عمد إلى قوسه فرماه فقتله ، فقال : ما ينبغي لأحد أن يأتي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذا الخبر أحد قبلي فأتى صاحب الغنم صالح النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فأخبره ، فقال صالح : اللهم العن أبا رغال ، اللهم العن أبا رغال " . فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله اعف قيسا من السعاية " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، وله شاهد مختصر على شرط الشيخين .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية