الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أف :

كلمة تستعمل عند التضجر والتكره .

وقد حكى أبو البقاء في قوله تعالى : فلا تقل لهما أف [ الإسراء : 23 ] قولين :

أحدهما : أنه اسم لفعل الأمر ، أي : كف واترك .

والثاني : أنه اسم لفعل ماض ، أي : كرهت وتضجرت .

وحكى غيره ثالثا : أنه اسم لفعل مضارع ، أي : أتضجر منكما .

وأما قوله تعالى : في سورة الأنبياء ( أف لكم ) [ الأنبياء : 67 ] ، فأحاله أبو البقاء على ما سبق في الإسراء ، ومقتضاه تساويهما في المعنى .

[ ص: 466 ] وقال العزيزي في غريبه : هنا أي : بئسا لكم .

وفسر صاحب الصحاح : أف بمعنى قذرا .

وقال في " الارتشاف " : أف : أتضجر .

وفي البسيط : معناه التضجر ، وقيل : الضجر ، وقيل : تضجرت ، ثم حكى فيها تسعا وثلاثين لغة .

قلت : قرئ منها في السبع ( أف ) بالكسر بلا تنوين ( وأف ) بالكسر والتنوين ، و ( أف ) بالفتح بلا تنوين ، وفي الشاذ ( أف ) بالضم منونا وغير منون ، و ( أف ) بالتخفيف .

أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله تعالى : فلا تقل لهما أف قال : لا تقذرهما .

وأخرج عن أبي مالك قال : هو الرديء من الكلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية