الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر حال وصيف وبغا

وفيها كتب المعتز إلى محمد بن عبد الله في إسقاط اسم وصيف وبغا ومن معهما من الدواوين ، وكان محمد بن أبي عون ، وهو أحد قواد محمد بن عبد الله ، قد وعد أبا أحمد أن يقتل بغا ووصيفا ، فعقد له المعتز على اليمامة ، والبحرين ، والبصرة ، فكتب قوم من أصحاب بغا ووصيف إليهما بذلك ، وحذروهما محمد بن عبد الله ، فركبا إلى محمد ، وعرفاه ما ضمنه ابن أبي عون من قتلهما ، وقال بغا ، إن القوم قد غدروا ، وخالفوا ما فارقونا عليه ، والله لو أرادوا أن يقتلونا ما قدروا عليه .

فكفه وصيف وقال : نحن في بيوتنا حتى يجيء من يقتلنا ! ورجعا إلى منزلهما ، وجمعا جندهما ، ووجه وصيف أخته سعاد إلى المؤيد ، وكان في حجرها ، فكلم المؤيد المعتز في الرضاء عنه ، فرضي عن وصيف ، وكتب إليه بذلك ، وتكلم أبو أحمد بن المتوكل في بغا ، فكتب إليه بالرضاء عنه ، وهما ببغداذ ، ثم تكلم الأتراك [ ص: 235 ] بإحضارهما إلى سامرا ، فكتب إليهما بذلك ، وكتب إلى محمد ليمنعهما من ذلك ، فأتاهما كتاب إحضارهما ، فأرسلاه إلى محمد بن عبد الله يستأذنانه ، وخرج وصيف وبغا وفرسانهما وأولادهما في نحو أربع مائة إنسان ، وخلفا الثقل والعيال ، فوجه ابن طاهر إلى باب الشماسية من يمنعهم ، فمضوا إلى باب خراسان ، وخرجوا منه ، ووصلا سامرا ، ورجعا إلى منزلهما من الخدمة ، وخلع عليهما ، وعقد لهما على أعمالهما ، ورد البريد إلى موسى بن بغا الكبير .

التالي السابق


الخدمات العلمية