الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
211 [ ص: 311 ] حديث أول لداود بن الحصين

مالك ، عن داود بن الحصين ، عن أبي سفيان ، مولى ابن أبي أحمد أنه ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فقام في ركعتين ، فقام ذو اليدين ، فقال : أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت ؟ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ذلك لم يكن ، فقال : قد كان بعض ذلك يا رسول الله ، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس ، فقال : أصدق ذو اليدين ؟ ، فقالوا : نعم ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم ما بقي من الصلاة ، ثم سجد سجدتين بعد التسليم ، وهو جالس .

التالي السابق


هكذا في كتاب يحيى ، عن مالك في هذا الحديث : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يقل لنا .

وقال ابن القاسم وغيره في هذا الحديث بهذا الإسناد ، عن أبي هريرة : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر .

قرأت على عبد الرحمن بن يحيى أن الحسن بن الخضر حدثهم ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، عن مالك ، عن داود بن الحصين ، عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد : سمعت أبا هريرة ، يقول : صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر ، وذكر الحديث . وكذلك رواه أكثر الرواة للموطأ ، ومنهم من [ ص: 312 ] يقول : صلى بنا ، وقد تقدم القول في معنى حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين بما فيه كفاية في باب أيوب من كتابنا هذا ، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا .

وأما قوله في هذا الحديث : كل ذلك لم يكن يعني أن القصر والسهو لم يجتمعا ; لأنه عليه السلام قد كان متيقنا أن الصلاة لم تقصر ، وإنما الذي شك فيه السهو لا غير ، ويدل على ذلك قولهم له : قد كان بعض ذلك يا رسول الله . ويجوز أن يكون قوله : كل ذلك لم يكن ، في علمي ، أي لم أسه في علمي ، ولا قصرت الصلاة ، ولا يجوز أن يقال قصرت الصلاة في علمي ; لأنه كان يعلم أن الصلاة لم تقصر .




الخدمات العلمية