الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1387 - مسألة : وكل من ادعى أن ذلك اللقيط ابنه من المسلمين حرا كان ، أو عبدا : صدق ، إن أمكن أن يكون ما قال حقا ، فإن تيقن كذبه لم يلتفت .

                                                                                                                                                                                          برهان ذلك - : أن الولادات لا تعرف إلا بقول الآباء والأمهات ، وهكذا أنساب الناس كلهم ، ما لم يتيقن الكذب .

                                                                                                                                                                                          وإنما قلنا - للمسلمين - للثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : { كل مولود يولد على الفطرة وعلى الملة } وقوله عليه السلام عن ربه تعالى في حديث عياض بن حمار المجاشعي : { خلقت عبادي حنفاء كلهم } . ولقوله تعالى : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } .

                                                                                                                                                                                          فإن ادعاه كافر لم يصدق ; لأن في تصديقه إخراجه عن ما قد صح له من الإسلام ، ولا يجوز ذلك إلا حيث أجازه النص ممن ولد على فراش كافر من كافرة فقط ، ولا فرق بين حر وعبد فيما ذكرنا [ ص: 136 ]

                                                                                                                                                                                          وقال الحنفيون : لا يصدق العبد ; لأن في تصديقه إرقاق الولد - وكذبوا في هذا ولد العبد من الحرة حر ، لا سيما على أصلهم في أن العبد لا يتسرى

                                                                                                                                                                                          وأما نحن فقد قلنا : إن الناس على الحرية ، ولا تحمل امرأة العبد إلا على أنها حرة فولده حر ، حتى يثبت انتقاله عن أصله - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية