الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 644 ]

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ( أصحاب الحجر ) قال : أصحاب الوادي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة قال : كان أصحاب الحجر ثمود قوم صالح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر : لا تدخلوا على هؤلاء القوم إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عمر قال : نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك بالحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من مياه الآبار التي كانت تشرب منها ثمود وعجنوا منها ونصبوا القدور باللحم فأمرهم بإهراق القدور ، وعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا فقال : إني أخشى أن يصيبكم مثل الذي أصابهم فلا تدخلوا عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عمر : أن الناس لما نزلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم على الحجر أرض ثمود استقوا من أبيارها وعجنوا به العجين ، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهريقوا ما استقوا ويعلفوا الإبل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت ترد الناقة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 645 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه ، عن سبرة بن معبد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بالحجر لأصحابه : من عمل من هذا الماء شيئا فليلقه ، قال : ومنهم من عجن العجين ومنهم من حاس الحيس .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية