الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أحمد بن إسحاق ، وعبد الله بن محمد ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا أبو عصمة ، ثنا أبو زيد ، قال : " رأيت سفيان الثوري وقد طاف بالبيت وصلى خلف المقام ركعتين ، فرفع رأسه إلى السماء فانقلب مغشيا عليه ، فخرج حبش زمزم فأدخلوه وصبوا عليه الماء حتى أفاق ، فحدثت به أبا سليمان فقال : ليس النظر قلبه ، إنما قلبته الفكرة " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن عبيد الله الدارمي الأنطاكي ، ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء ، ثنا الوليد بن عتبة ، قال : سمعت أبا مسهر ، قال : ثنا مزاحم بن زفر ، قال : " صلى بنا سفيان الثوري المغرب ، فقرأ حتى بلغ ( إياك نعبد وإياك نستعين ) بكى حتى انقطعت قراءته ، ثم عاد فقرأ : ( الحمد لله ) " .

              حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أبو كريب ، ثنا وكيع ، عن سفيان ، قال : " لو أن اليقين استقر في القلب كما ينبغي لطار فرحا وحزنا وشوقا إلى الجنة ، أو خوفا من النار " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحسن ، ثنا سعيد بن محمد البيروتي ، ثنا إسحاق بن أبي عباد ، عن ابن يمان ، قال : قال سفيان : " إذا بلغكم عن موضع رخص فارتحلوا إليه ، فإنه أسلم لدينكم ، وأقل لتهمتكم " .

              حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه - الواعظ - ثنا حماد بن محمد بن سليمان الهروي ، ثنا عباس بن أبي طالب ، ثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، ثنا يحيى [ ص: 18 ] بن يمان ، عن سفيان ، قال : مكتوب في التوراة : " إذا كان في البيت بر فتعبد ، وإذا لم يكن فالتمس " .

              حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، قال : سمعت أبا العباس السراج ، يقول : سمعت ابن عسكر ، يقول : سمعت الفريابي ، يقول : قال سفيان الثوري : " إذا أردت أن تتعبد فأحرز الحنطة " .

              حدثنا أبي ، ثنا عبد الله بن جعفر المدني ، ثنا أبو عبد الله الأخفش ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، ثنا داود بن يحيى بن يمان ، عن أبيه ، قال : قلت لسفيان الثوري : " يا أبا عبد الله ، أين تطيب العبادة ؟ قال : " حيث جوالق من خبز بدرهم ، حتى لا يمد أحد عينه إلى أحد " .

              حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان قالا : ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، ثنا سلمة ، ثنا سهل بن عاصم ، عن سلم بن ميمون الخواص ، قال : سمعت عبد العزيز بن مسلم ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " كل ما شئت ، ولا تشرب ، فإنك إذا لم تشرب لم يجئك النوم " .

              حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ثنا محمود بن مسعود العجمي ، ثنا عبد الرزاق ، قال : كان سفيان الثوري إذا اغتم رمى بنفسه عند وهيب بن الورد ، فقال له : " أبا أمية ، أترى أحدا يتمنى الموت ؟ " فقال وهيب : أما أنا فلا ، فقال سفيان : " أما أنا فوددت أني ميت " .

              حدثنا عبد الرحمن ، ثنا إبراهيم بن إسحاق ، ثنا يعقوب بن إبراهيم الأشجعي ، عن سفيان ، قال : " كان رجل منا من بني ثور إذا أصبح هتف بصوته : اللهم ذهب الإخوان ، واشتد الزمان اللهم اكفني عجلان ، إلى غير خزي ولا هوان " .

              حدثنا عبد الرحمن بن العباس ، ثنا إبراهيم بن إسحاق ، ثنا الحسن بن عبد العزيز ، قال : سمعت عبد الله بن يوسف ، يقول : أخبرني ابن زحم ، قال : جلس سفيان الثوري ، ومالك بن مغول ، فتذاكرا حتى رقا ، فقال سفيان : " وددت أني لا أقوم من مجلسي حتى أموت ، فقال مالك : لكني لا أحب ذلك ، معاينة الرسل معاينة الرسل ثم قام يبكي يخط الأرض برجليه " .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا أحمد بن عبيد الله الدارمي ، ثنا عمرو بن إسحاق ، ثنا الوليد ، ثنا مؤمل ، قال : " ما رأيت عالما يعمل بعلمه إلا سفيان " .

              [ ص: 19 ] حدثنا محمد بن علي ، ثنا عبد الله بن جابر ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " من لم يكن معك فهو عليك " ، قال : وسمعت سفيان الثوري يقول : " ما خالفت رجلا في هواه إلا وجدته يغلي علي ، ذهب أهل العلم والورع " .

              حدثنا أبو بكر محمد بن نصر ، ثنا حاجب بن أركين ، ثنا محمد بن إدريس ، ثنا أبو صالح الأحول ، ثنا أبو أحمد الزبيري ، قال : " كتب بعض إخوان سفيان إلى سفيان : أن عظني وأوجز ، فكتب إليه سفيان : " بسم الله الرحمن الرحيم ، عافانا الله وإياك من السوء كله ، يا أخي ، إن الدنيا غمها لا يفنى ، وفرحها لا يدوم ، وفكرها لا ينقضي ، اعمل لنفسك حتى تنجو ، ولا تتوان فتعطب ، والسلام " .

              حدثنا أبو عمرو عبد الله بن محمد بن عبد الله الضبي ، ثنا عبد الله بن محمد البغوي ، ثنا أحمد بن عمران الأخنسي ، ثنا الوليد بن عقبة ، قال : " كان سفيان الثوري يديم النظر في المصحف ، فيوم لا ينظر فيه يأخذه فيضعه على صدره " .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن جعفر الجمال ، ثنا يعقوب الدشتكي ، ثنا الحماني ، قال : " سألت الثوري : من آل محمد ؟ قال : " أمة محمد صلى الله عليه وسلم " .

              حدثنا أبي ، ومحمد بن أحمد بن أبان قالا : ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن سفيان ، ثنا أبو حاتم ، ثنا عيسى بن يونس الرملي ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " الستر من العافية " .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، ثنا أحمد بن عبد الأعلى ، قال : قال سفيان الثوري : " لو حدثت عن ذي العيال أنه كفر ما أبعدت " .

              حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن عبيد الله الجرجاني ، ثنا الحسين بن علي بن نصر ، ثنا أحمد بن سيار ، ثنا عبد الرحمن بن بشير ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " الدنيا أكثرها أقبحها في عين من يبصرها " .

              حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، ثنا الحسن بن عمار التستري ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، ثنا داود بن يحيى بن يمان ، عن أبيه ، قال : " سئل سفيان الثوري عن رجل عليه دين أيأكل اللحم ؟ قال : " لا " .

              [ ص: 20 ] حدثنا محمد بن عبد الرحمن ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا الحسن بن منصور ، ثنا علي بن محمد الطنافسي ، قال : سمعت أخي الحسن ، يقول : سمعت يعلى ، يقول : سمعت سفيان ، يقول : " ما أعطي رجل من الدنيا شيئا إلا قيل له : خذه ومثله حزنا " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا إسحاق بن خلف ، قال : قال سفيان الثوري لشاب يجالسه : " أتحب أن تخشى الله حق خشيته ؟ قال : نعم ، قال : أنت أحمق ، لو خفته حق خوفه أديت الفرائض " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، ثنا أبو عصمة يحيى بن عصمة ، ثنا حماد بن دليل ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : إني لأسأل الله أن يذهب عني من خوفه .

              حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الفضل ، ثنا زكريا الساجي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه ، قال : سمعت قتيبة بن سعيد ، يقول : " لولا سفيان الثوري لمات الورع " .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد بن عمر ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني عبيد بن محمد الوراق ، قال : قال لي بشر بن الحارث : قال سفيان الثوري لبكر العابد : " يا بكر ، خذ من الدنيا لبدنك ، ومن الآخرة لقلبك " قال أبو نضر بشر : يعني لبدنك : ما لا بد لك منه ، ولقلبك : أي اشغل قلبك بذكر الآخرة .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، ثنا عبد العزيز القرشي ، قال : سمعت سفيان يقول : عليك بالزهد يبصرك الله عورات الدنيا ، وعليك بالورع يخفف الله عنك حسابك ، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، وادفع الشك باليقين يسلم لك دينك .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد بن محمد ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، حدثني محمد بن عمران الضبي ، ثنا الحسين بن عبد الله ، عن سفيان ، قال : إن لم تدعوا الدنيا رغبة في الآخرة فاتركوها اتقاء أن تكون مبارة ومبارك أكثرها فيها منكم .

              حدثنا أبي ، ثنا أحمد ، ثنا أبو بكر ، ثنا ابن أبي مريم ، قال : [ ص: 21 ] قال سلمة بن غفار : قال سفيان : " إذا أردت أن تعرف قدر الدنيا فانظر عند من هي " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق السراج ، ثنا هناد ، ثنا قبيصة ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : خير الدنيا لكم ما لم تبتلوا به منها ، فإذا ابتليتم بها فخيرها لكم ما خرج من أيديكم منها .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت عبيد الله بن سعيد ، يقول : سمعت أسامة ، يقول : " كان من يرى سفيان الثوري يراه كأنه في سفينة يخاف الغرق ، أكثر ما تسمعه يقول : " يا رب سلم سلم " .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا الحسن بن حباش ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت قبيصة ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول مثله .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي النضر ، يقول : حدثني أبو النضر ، عن الأشجعي ، قال : سمعت سفيان الثوري ، يقول : " قراء زماننا هذا لهم شره ، ليس لهم تقى " .

              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، قال : سمعت محمد بن رافع ، يقول : سئل عبد الرزاق يوما : هل كان في سفيان الثوري شيء من المعصية ؟ قال : لا أدري ، إلا أنه قال يوما : حدثنا منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله : " هات ، هاهنا مولى " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، قال : سمعت محمد بن سهل بن عسكر ، يقول : سمعت عبد الرزاق ، يقول : اجتمع سفيان وأصحابه ، فقال سفيان : حدثنا منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، ثم قال : " هذا الشرف على الكراسي " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا هناد بن السري ، ثنا قبيصة ، قال : سمعت سفيان ، يقول : " لا تصلح القراءة إلا بالزهد ، واغبط الأحياء بما تغبط به الأموات ، وأحب الناس على قدر أعمالهم ، وذل عند الطاعة ، واستعص عند المعصية " .

              حدثنا إبراهيم ، ثنا محمد ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد ، ثنا محمد بن الحسين ، ثنا سعد بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، قال : " كنت مع سفيان الثوري في المسجد الحرام [ ص: 22 ] فكوم كومة من الحصا ، فاتكأ عليه ، ثم قال : " يا إبراهيم ، هذا خير من أسرتهم " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا محمد بن المثنى ، ثنا عبد الله بن داود ، قال : قال سفيان الثوري : " ما أنفقت درهما في بناء قط " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا ابن أبي عمر ، ثنا سفيان - يعني ابن عيينة - قال : قال سفيان الثوري : " وقع عندنا من هذا الأمر شيء ، فوددنا أنا وجدنا من يرضى حتى نرمي به إليه " .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا حسين المروزي ، ثنا الهيثم بن جميل ، قال : سمعت فضيل بن عياض ، يقول عن سفيان الثوري : قال : " إن الرجل ليسقيني الشربة من الماء فيدق به ضلعا من أضلاعي .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا بندار ، قال : سمعت ابن داود يقول : قال سفيان الثوري : " لا يحرز دين المرء إلا قبره " .

              حدثنا أحمد ، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ، ثنا أبو سعيد ، ثنا عبد الله بن عبد الله بن الأسود ، قال : كنا عند سفيان الثوري في بيته فجاء بقدر فيه لحم ومرق فأكفاه وصب عليه سمنا ، فقلت : يا أبا عبد الله ، أليس يكره الخليطان ؟ فقال : كان يكره لشدة العيش .

              حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي ، ثنا عبد الله بن جابر الطرسوسي ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا عبد الله بن السندي ، قال : كتب مبارك بن سعيد إلى أخيه سفيان يشكو إليه ذهاب بصره ، فكتب إليه سفيان الثوري : " أما بعد ، فأحسن القيام على عيالك ، وليكن ذكر الموت من بالك ، والسلام " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن جابر ، ثنا عبد الله بن خبيق ، ثنا عبد الله بن السندي ، قال : " كتب مبارك إلى أخيه سفيان يشكو إليه ذهاب بصره ، فكتب إليه : " يا أخي ، فهمت كتابك ، تذكر فيه شكايتك ربك ، اذكر الموت يهن عليك ذهاب بصرك ، والسلام " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن محمد بن يونس ، ثنا أسيد ، قال : سمعت سعدويه ، يقول : سمعت الحسين بن جعفر ، يقول : سمعت الثوري ، يقول : " لأن تدخل [ ص: 23 ] يدك في فم التنين خير لك من أن ترفعها إلى ذي نعمة قد عالج الفقر " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا زيد بن إبراهيم ، ثنا ابن عرفة ، قال : قال ابن المبارك : نظر سفيان الثوري بمكة إلى السودان ، فقال : " إن ذنوبا سلط علينا بها هؤلاء لذنوب عظام " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا المفضل بن محمد الجندي ، ثنا أبو حمة ، ثنا أبو قرة ، قال : قال الثوري : " الكتاب صلة العتاب " ، قال أبو نعيم رحمه الله : كذا في كتابي ، وسمعت من يقول صلة الغياب .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا عمر بن عبدويه الحضرمي - قاضي الحرمين - ، ثنا أبو بكر بن عبيد ، ثنا رجاء بن يوسف السندي ، ثنا وكيع ، قال : " خرجنا مع الثوري في يوم عيد ، فقال : " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا إسماعيل بن حمدون الجوريشي ، ثنا سعيد بن أبي زيدون ، ثنا الفريابي ، ثنا سفيان الثوري ، قال : " ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا إلى الآخرة إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه ، من ذلك الغم إلى روح الدنيا " .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو عروبة ، سمعت المسيب بن واضح ، يقول : سمعت ابن المبارك ، يقول : قال لي سفيان : " إياك والشهرة ، فما أتيت أحدا إلا وقد نهاني عن الشهرة ، قال : وقال بعضهم : فتريد أشهر منك " .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا محمد بن عتبة ، ثنا محمد بن يزيد ، ثنا يزيد بن هارون العكلي ، ثنا علي بن حمزة - ابن أخت سفيان - قال : " ذهبت ببول سفيان إلى الديراني - وكان لا يخرج من باب الدير - فأريته فقال : ليس هذا بول حنيفي ، فقلت : بلى والله ، من أفضلهم ، قال : فأنا أجيء معك إليه ، فقلت لسفيان : قد جاء بنفسه ، قال : أدخله ، فأدخلته ، فمس بطنه ، وجس عرقه ، ثم خرج فقلت : أي شيء رأيت ؟ قال : ما ظننت أن في الحنيفية مثل هذا ، هذا رجل قد قطع الحزن كبده " .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا حبيب بن نصير المهلبي ، ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا عبد الرحمن بن عفان ، ثنا يوسف بن أسباط ، قال : " كان سفيان من شدة تفكره يبول الدم " .

              حدثنا أبو بكر [ ص: 24 ] الطلحي ، ثنا عبيد بن غنام ، ثنا محمد بن المثنى البزار ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، يقول : سمعت داود بن يحيى بن يمان ، عن أبيه ، قال : قال سفيان : " إني لأهتم فأبول الدم " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية