الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( ويكره الصوت والضجة عند رفعها ) لأنه محدث ( وكذا ) رفع الصوت ( معها ) أي : مع الجنازة ( ولو بقراءة وذكر ) { لنهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تتبع الجنازة بصوت أو نار } رواه أبو داود ( بل يسن ) القراءة والذكر ( سرا ) وإلا الصمت .

                                                                                                                      ( ويسن ) لمتبع الجنازة ( أن يكون متخشعا متفكرا في مآله ) أي : أمره الذي يئول إليه ويرجع ( متعظا بالموت وبما يصير إليه الميت ) قال سعيد بن معاذ " ما تبعت جنازة فحدثت نفسي بغير ما هو مفعول بها " ( ويكره ) لمتبع الجنازة ( التبسم ، والضحك أشد ) منه ( والتحدث في أمر الدنيا كذا مسحه بيديه أو بشيء عليها تبركا ) وقيل : بمنعه كالقبر وأولى .

                                                                                                                      قال أبو المعالي : هو بدعة يخاف منه على الميت قال وهو قبيح في الحياة ، فكذا بعد الموت ، وفي الفصول : يكره قال : ولهذا منع أكثر العلماء من مس القبر ، فكيف بالجسد ؟ ولأنه بعد الموت كالحياة ، ثم حال الحياة يكره أن يمس بدن الإنسان للاحترام وغيره سوى المصافحة وروى ابن الخلال في أخلاق أحمد : أن علي بن عبد الصمد الطيالسي مسح يده على أحمد ، ثم مسحها على يديه ، وهو ينظر فغضب شديدا ، وجعل ينفض يده ، ويقول عمن أخذتم هذا ؟ وأنكره شديدا .

                                                                                                                      ( وقول القائل مع الجنازة : استغفروا له ونحوه بدعة ) عند أحمد وكرهه ( وحرمه أبو حفص ) نقل ابن منصور : ما يعجبني وروى سعيد أن ابن عمر وسعيد بن جبير قالا لقائل ذلك : " لا غفر الله لك " .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية